مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٤٧ - الصفحة ٢٥٩
وبناء على هذا التعريف فالمرسل يشمل ما ذكرناه من أقسام الخبر غير المسند جميعها.
وعرفه بعضهم: بما رواه عن المعصوم (عليه السلام) من لم يدركه.
وأما المرسل - بالمعنى الخاص -: فهو كل حديث أسنده التابعي إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) من غير ذكر الواسطة، ولكن الشائع عندهم هو استعمال المرسل في معناه العام (1).
وبهذا نكون قد أعطينا صورة واضحة عن تاريخ الحديث الشريف وعلومه، وتطور مصطلحه عند الشيعة الإمامية، مع تفانيهم في الحرص عليه، ورعايته، وبثه في الآفاق وسبقهم إلى تدوينه في حياة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، وعهد الوصي (عليه السلام)، مع استمرار نشاطهم الحديثي في سائر عصور الأئمة (عليهم السلام)، مما سهل لأقطابهم - فيما بعد - جمعه وإفراده في موسوعاتهم الحديثية الكبرى المعروفة لدى سائر المسلمين.
والحمد لله أولا وآخرا والصلاة والسلام على حبيبنا محمد المصطفى، وعلى بضعته سيدة النسا، وخلفائه المعصومين أهل الوفا.

(١) الدراية: ٤٧، ونهاية الدراية: ١٨٩، ومقباس الهداية: ٣٣٨.
(٢٥٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 254 255 256 257 258 259 260 261 262 263 264 ... » »»
الفهرست