مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٤٧ - الصفحة ١١٢
ملك أو موطأ الأكتاف أن يتواضع لله عز وجل إذ رفعه، وأن ينصح لله عز وجل في عباده ولا يدهن في أمره، وذكرتما محمدا بما حكمت له الشهادات الصادقة، وبينته فيه الأسفار المستحفظة، ورأيتماه مع ذلك مرسلا إلى قومه لا إلى الناس جميعا وأنه ليس بالخاتم الحاشر، ولا الوارث العاقب، لأنكما زعمتماه أبترا، أليس كذلك؟
قالا: نعم.
قال: أريتكما لو كان له بقية وعقب، هل كنتما تمتريان لما تجدان وبما تكذبان من الوراثة والظهور على النواميس أنه النبي الخاتم والمرسل إلى كافة البشر؟
قالا: لا.
قال: أفليس هذا القيل - هذه الحال مع طول اللوائم والخصائم - عندكما مستقرا.
قالا: أجل.
قال: الله أكبر.
قالا: كبرت كبيرا، فما دعاك إلى ذلك.
قال حارثة: الحق أبلج، والباطل لجلج، ولنقل ماء البحر ولشق الصخر أهون من إماتة ما أحياه الله عز وجل وإحياء ما أماته، الآن فاعلما أن محمدا غير أبتر، وأنه الخاتم الوارث والعاقب الحاشر حقا فلا نبي بعده وعلى أمته تقوم الساعة ويرث الله الأرض ومن عليها وأن من ذريته الأمير الصالح الذي بينتما ونبأتما أنه يملك مشارق الأرض ومغاربها ويظهره الله عز وجل بالحنفية الإبراهيمية على النواميس كلها.
قالا: أولى لك يا حارثة، لقد أغفلناك وتأبى إلا مراوغة كالثعالبة، فما
(١١٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 ... » »»
الفهرست