مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٤٧ - الصفحة ١٢٣
صلى الله عليه وصفة أهل بيته المذكورين معه بما هم به منه، وبما شاهدوا من مكانتهم عنده، ازداد القوم بذلك يقينا وإيمانا واستطيروا له فرحا.
قال: ثم صار القوم إلى ما نزل على موسى عليه السلام فألفوا في السفر الثاني من التوراة: إني باعث في الأميين من ولد إسماعيل رسولا، أنزل عليه كتابي وأبعثه بالشريعة القيمة إلى جميع خلقي، أوتيته حكمتي وأيدته بملائكتي وجنودي، تكون ذريته من ابنة له مباركة، باركتها، ثم من شبلين لهما كإسماعيل وإسحاق، أصلين لشعبتين عظيمتين، أكثرهم جدا جدا، يكون منهم اثنا عشر في ما أكمل بمحمد صلى الله عليه وآله وبما أرسله به من بلاغ وحكمة ديني، وأختم به أنبيائي ورسلي، فعلى محمد صلى الله عليه وآله وأمته تقوم الساعة.
فقال حارثة: الآن أسفر الصبح لذي عينين، ووضح الحق لمن رضي به دينا، فهل في أنفسكما من مرض تستشفيان به؟!
فلم يرجعا إليه قولا، فقال أبو حارثة: اعتبروا الأمارة الخاتمة من قول سيدكم المسيح عليه السلام.
فصار إلى الكتب والأناجيل التي جاء بها عيسى عليه السلام فألفوا في المفتاح الرابع من الوحي إلى المسيح عليه السلام:
يا عيسى يا بن الطاهرة البتول، اسمع قولي وجد في أمري، أني خلقتك من غير فحل، وجعلتك آية للعالمين، فإياي فاعبد وعلي فتوكل، وخذ الكتاب بقوة ثم فسره لأهل سوريا، وأخبرهم أني أنا الله لا إله إلا أنا الحي القيوم، الذي لا أحول ولا أزول، فآمنوا بي وبرسولي النبي الأمي الذي يكون في آخر الزمان، نبي الرحمة والملحمة، الأول والآخر.
قال: أول النبيين خلقا وآخرهم مبعثا، ذلك العاقب الحاشر، فبشر به
(١٢٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 ... » »»
الفهرست