مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٤٧ - الصفحة ١١٧
الدهور وفاصل الأمور، سبقت بمشيتي الأسباب، وذللت بقدرتي الصعاب، فأنا العزيز الحكيم، الرحمن الرحيم، ارحم ترحم، سبقت رحمتي غضبي، وعفوي عقوبتي، خلقت عبادي لعبادتي، وألزمتهم حجتي، ألا إني باعث فيهم رسلي ومنزل عليهم كتبي، أبرم ذلك من لدن أول مذكور من بشر إلى أحمد نبيي وخاتم رسلي، ذاك الذي أجعل عليه صلواتي وأسلك في قلبه بركاتي، وبه أكمل أنبيائي ونذري.
قال آدم عليه السلام: إلهي! من هؤلاء الرسل؟ ومن أحمد هذا الذي رفعت وشرفت؟
قال: كل من ذريتك وأحمد عاقبهم.
قال: رب! بما أنت باعثهم ومرسلهم؟
قال: بتوحيدي، ثم أقفي ذلك بثلاثمائة وثلاثين شريعة أنظمها وأكملها لأحمد جميعا، فأذنت لمن جاءني بشريعة منها مع الإيمان بي وبرسلي أن أدخله الجنة.
ثم ذكر ما جملته: أن الله تعالى عرض على آدم عليه السلام معرفة الأنبياء عليهم السلام وذريتهم، ونظرهم آدم عليه السلام.
ثم قال ما هذا لفظه: ثم نظر آدم عليه السلام إلى نور قد لمع فسد الجو المنخرق فأخذ بالمطالع من المشارق، ثم سرى كذلك حتى طبق المغارب، ثم سما حتى بلغ ملكوت السماء، فنظر فإذا هو نور محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وإذا الأكناف به قد تضوعت طيبا، وإذا أنوار أربعة قد اكتنفته عن يمينه وشماله ومن خلفه وأمامه، أشبه شئ به أرجا ونورا ويتلوها أنوار من بعدها تستمد منها، وإذا هي شبيه بها في ضيائها وعظمها ونشرها، ثم دنت منها فتكللت عليها وحفت بها، ونظر فإذا أنوار
(١١٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 ... » »»
الفهرست