مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٤٥ - الصفحة ٢١٧
الترمذي والحاكم وصححه، وكذا الطبراني والديلمي وغيرهم عن أسامة بن زيد، ورمز السيوطي في (الجامع الصغير) لصحته.
قال المناوي في (فيض القدير) (1): حبه إياها - يعني فاطمة عليها السلام - كانت أحبية مطلقة، وأما غيرها فعلى معنى (من) (2)، وحبه لها كان جبليا ودينيا، لما لها من جموم المناقب والفضائل. انتهى.
وأخرج الترمذي والحاكم، عن ابن بريدة، عن أبيه، قال: كان أحب النساء إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فاطمة عليها السلام، ومن الرجال علي عليه السلام (3).
وروى جميع بن عمير التيمي أن عائشة سئلت: أي الناس كان أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟ قالت: فاطمة، فقيل: من الرجال؟ قالت:
زوجها (4).
والأحاديث في ذلك كثيرة، والسنن شهيرة وفيرة، فلا غرو لو ادعي الوضع والاختلاق في حديث أنس وعمرو بن العاص، إذ لا تكاد تجد منقبة من مناقب الآل إلا وافتعل النواصب في حق أوليائهم ما يناقضها ويعارضها، فكيف تسنى له أن يسند ذلك إلى إيحاء الله تعالى به لنبيه صلى الله عليه وآله وسلم، والله المستعان على ما يصفون.

(١) فيض القدير ١ / ١٦٨، إتحاف السائل: ٢٧.
(٢) أي: من أحب النساء إلي عائشة، وهذا لا يمنع أن تكون فاطمة عليها السلام على رأسهن محبة.
(٣) سنن الترمذي ٥ / ٦٩٨ ح ٣٨٦٨، المستدرك على الصحيحين ٣ / ١٥٥، وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الأسناد، ورواه النسائي أيضا في الخصائص: ٢٩، وابن عبد البر في الإستيعاب ٤ / ٣٧٨.
(٤) أخرجه الترمذي في سننه ٥ / ٧٠١ ح ٣٨٧٤، والحاكم في المستدرك ٣ / 154 و 155 و 157، والنسائي في الخصائص: 29، وغيرهم.
وانظر: فضائل الخمسة 2 / 206 - 209.
(٢١٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 212 213 214 215 216 217 218 219 220 221 222 ... » »»
الفهرست