مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٤٥ - الصفحة ٢١٦
وأما ما احتج به من الحديث على تفضيل عائشة على سائر النساء، فغير صالح للاحتجاج، وذلك من وجوه ثلاثة:
الأول: أن حديث أنس لم يروه عنه إلا حميد بن أبي حميد الطويل (1)، وكان يدلس عن أنس.
قال أبو بكر البرديجي: حديث حميد لا يحتج منه إلا بما قال:
(حدثنا أنس) (2).
قلت:
وقد عنعن في حديثه هذا (3) ولم يصرح بالتحديث.
وأما حديث عمرو بن العاص، فقد أخرجه الشيخان والترمذي (4)، عن خالد بن مهران الحذاء، عن أبي عثمان النهدي، عنه، لكنه منقطع.
قال عبد الله بن أحمد بن حنبل في كتاب (العلل) عن أبيه: لم يسمع خالد الحذاء من أبي عثمان النهدي شيئا.
وقال أبو حاتم: يكتب حديثه ولا يحتج به (5).
الثاني: أنه معارض لقوله صلى الله عليه وآله وسلم: (أحب أهلي إلي فاطمة) أخرجه

(١) سنن ابن ماجة ١ / ٣٨ ح ١٠١، سنن الترمذي ٥ / ٧٠٧ ح ٣٨٩٠.
(٢) تهذيب التهذيب ٢ / ٢٦.
(٣) سنن ابن ماجة ١ / ٣٨ ح ١٠١، سنن الترمذي ٥ / ٧٠٧ ح ٣٨٩٠.
(٤) صحيح البخاري ٥ / ٢٠٩ - ٢١٠ - كتاب فضائل الصحابة - باب قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: لو كنت متخذا خليلا، كتاب المغازي - باب غزوة ذات السلاسل، صحيح مسلم ٤ / ١٨٥٦ ح ٢٣٨٤ - كتاب الفضائل - باب (من فضائل أبي بكر)، سنن الترمذي ٥ / ٧٠٦ ح ٣٨٨٥.
(٥) تهذيب التهذيب ٢ / 74.
(٢١٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 211 212 213 214 215 216 217 218 219 220 221 ... » »»
الفهرست