مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٤٥ - الصفحة ١٤٤
فلنقل إذن: إن (مصلحة أمن الدولة) هي التي اقتضت منع رواية أحاديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وليس شيئا آخر تعود فيه التهمة إلى الحديث النبوي نفسه، كما في هذا العذر الذي رأى الحديث يصد عن القرآن!!
أو تعود فيه التهم والطعون على القرآن الكريم نفسه! كما في العذر الآخر، الآتي:
اختلاط السنة بالقرآن:
هو ثاني أهم الحجج التي فسر بها المنع عن تدوين السنة (1).
فإذا كان في الصحابة من يقع في مثل هذا الوهم، كالذي حصل في دعاء الخلع، ودعاء الحفد، وسنة الرجم، وعدد الرضعات، وغيرها (2).
فإن هذا كله قد حسمه جمع القرآن في المصحف المرتب، وقد حصل هذا مبكرا جدا بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، فلم يبق بعد ذلك أدنى قيمة لوهم يحصل من هذا النوع، فهذه الأوهام المنقولة في الصحاح والسنن عن بعض الصحابة، لم تؤثر شيئا، ولا زادت في القرآن ولا نقصت منه.
أما إذا حصل الوهم والخلط بعد جيل الصحابة، فهو أولى أن يهمل ولا يعتنى به.
إن التمسك بمثل هذه الشبهة يوقع أصحابه بأكثر من تناقض:

(١) أنظر: تقييد العلم: ٥٦، أصول الحديث: ١٥٩.
(٢) أنظر: الإتقان في علوم القرآن ١ / 184 - 185، صحيح البخاري / كتاب المحاربين - باب رجم الحبلى من الزنى ح 6442.
(١٤٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 149 ... » »»
الفهرست