مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٤٥ - الصفحة ١٤٢
يفقه أهلها: عمران بن حصين (1)..
* كان عمران بن حصين جالسا ومعه أصحابه، فقال له رجل:
لا تحدثونا إلا بالقرآن.
فقال عمران: أدنه! فدنا منه (2)، فقال له: أرأيت لو وكلت أنت وأصحابك إلى القرآن، أكنت تجد فيه صلاة الظهر أربعا، وصلاة العصر أربعا، والمغرب ثلاثا، تقرأ في اثنتين؟!
أرأيت لو وكلت أنت وأصحابك إلى القرآن، أكنت تجد الطواف بالبيت سبعا، والطواف بالصفا والمروة؟!
ثم قال: أي قوم! خذوا عنا، فإنكم والله إن لا تفعلوا لتضلن! (3).
* والتابعي أيوب السختياني كان يقول: (إذا حدثت الرجل بالسنة، فقال: دعنا من هذا وحدثنا بالقرآن. فاعلم أنه ضال مضل)! (4).
* وقال مكحول والأوزاعي: (الكتاب أحوج إلى السنة، من السنة إلى الكتاب) (5).
ولعل هذا من الواضحات التي ينبغي ألا ينازع فيها.
وبعد ذلك فإن السنة إنما تدعو إلى القرآن: تلاوته، والتدبر فيه، وفهمه، والائتمام به باتباع أمره وإرشاده، وتحذر من تركه ومخالفته ومجافاته.

(١) أنظر ترجمته في أسد الغابة والإصابة.
(٢) في رواية ابن عبد البر، قال له: إنك امرؤ أحمق...
(٣) الكفاية في علم الرواية: ١٥، جامع بيان العلم: ٤٢٩ واختصرها.
(٤) الكفاية في علم الرواية: ١٦.
(5) جامع بيان العلم: 429.
(١٤٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 137 138 139 140 141 142 143 144 145 146 147 ... » »»
الفهرست