مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٤٣ - الصفحة ٥٤
لهذه الزيادة أهميتها في النقض على ما يدعيه الطرف الآخر من اسم والد المهدي عليه السلام.
ومن هنا يتبين أن عبارة (واسم أبيه اسم أبي) هي من زيادة أحد الرواة، عن عاصم، ترويجا لفكرة كون المهدي هو محمد بن عبد الله بن الحسن، أو ابن المنصور الخليفة العباسي.
ومما يؤكد هذا أن في لسان الأول رتة، وإذا بنا نجد من يضع على الصحابي أبي هريرة حديثا يشهد على نفسه بافتقاره لمخائل الصدق وهو حديث: (إن المهدي اسمه محمد بن عبد الله، في لسانه رتة) (116).
هذا، وقد رد زيادة (واسم أبيه اسم أبي) - زيادة على من أعرض عن روايتها - بعض أعلام هذا الفن من أهل السنة، منهم الآبري (ت 363 ه‍) على ما في (البيان) للكنجي الشافعي، إذ روى الكنجي عن كتاب أبي الحسن الآبري المسمى ب‍ (مناقب الشافعي)، فقال: (ذكر هذا الحديث، وقال فيه:
وزاد زائدة في روايته: لو لم يبق من الدنيا إلا يوم لطول الله ذلك اليوم حتى يبعث الله رجلا مني، أو من أهل بيتي، يواطئ اسمه اسمي، واسم أبيه اسم أبي، يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما) (117).
ولما كانت الأحاديث الثلاثة المتقدمة كلها من رواية عاصم بن أبي النجود، عن زر بن حبيش، عن عبد الله بن مسعود، فلا بأس ببيان ما جمعه الحافظ أبو نعيم من طرق هذا الحديث المنتهية إلى عاصم، والتي اتفقت جميعها على روايته بلفظ: (واسمه اسمي) فقط، ولم يرد في طريق واحد منها لفظ: (واسم أبيه اسم أبي)، فيما صرح به الكنجي الشافعي في كتابه (البيان).

(116) نقله في معجم أحاديث الإمام المهدي عليه السلام عن مقاتل الطالبين: 163 - 164.
(117) البيان في أخبار صاحب الزمان: 482.
(٥٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 ... » »»
الفهرست