مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٤٣ - الصفحة ١١١
وأما عطاء، فإن كان روى عنه هذا فقد روي عنه غيره!
أخرج الثعلبي في تفسيره بسنده عن عطاء، قال: كان لرجل من الأنصار نخلة، وكان يسقط من نخلها في دار جاره، وكان صبيانه يتناولونه، فشكا ذلك إلى النبي (ص)، فقال له النبي (ص): بعنيها بنخلة في الجنة، فأبى!
فخرج فلقيه أبو الدحداح فقال له: هل لك أن تبيعنيها بحبس - يعني حائطا -؟ فقال: هي لك!
فأتى النبي (ص) فقال: يا رسول الله، أتشتريها مني بنخلة في الجنة؟
قال: نعم، هي لك، فدعا النبي (ص) جار الأنصاري فقال: خذها.
فأنزل الله تعالى: * (والليل إذا يغشى) * إلى قوله: * (إن سعيكم لشتى) * أبو الدحداح والأنصاري صاحب النخلة، * (فأما من أعطى واتقى) * أبو الدحداح * (وصدق بالحسنى) * يعني: الثواب، وأن * (الأشقى) * صاحب النخلة، قال: * (وسيجنبها الأتقى) * يعني:
أبا الدحداح * (الذي يؤتي ماله يتزكى) * أبو الدحداح * (وما لأحد عنده من نعمة تجزى) * يكافئه بها، يعني: أبا الدحداح.
فكان النبي (ص) يمر بذلك الحبس وعذوقه دانية فيقول: عذوق وأي عذوق لأبي الدحداح في الجنة! انتهى.
ومثل هذا لا يقال من قبل الرأي، وإنما يكون عن رواية، وقد أرسل الإمام الطبرسي رحمه الله، في (مجمع البيان) (70) عن عطاء أن اسم الرجل أبو الدحداح.
وروى نحوه الواحدي في (أسباب النزول) والسيوطي في (لباب

(70) مجمع البيان 5 / 501، زاد المسير 9 / 147 و 148.
(١١١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 ... » »»
الفهرست