مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٤٣ - الصفحة ١١٥
فلا ينعقد إجماع على تلك الدعوى - مع اختلاف العامة أنفسهم فيها - إلا من شرذمة النواصب، وليس يعتد بشئ من أباطيلهم.
على أن ابن الجوزي حاطب ليل لا يدري ما يخرج من رأسه! وقد كثر اعتراض الناس عليه (84) لكثرة أغاليطه في تصانيفه، فكان يصنف الكتاب ولا يعتبره، وينقل من المصنفات من غير أن يكون متقنا لذلك العلم من جهة الشيوخ والبحث، ولهذا نقل عنه أنه قال: أنا مرتب ولست بمصنف (85).
ثم إنك لو تأملت سياق الآيات لتحققت أنها بقصة أبي الدحداح أشبه، إذ لا يقال لمن يؤذي عبده كأمية بن خلف إنه بخيل ولا إنه كذب وتولى، وإنما البخيل ذاك الذي بخل بنخلته فلم يبعها بنخلة في الجنة وكذب بعدة الرسول (ص) وتولى عنه، وهو صاحب النخلة - كما مر - فهو المعني بالأشقى في قوله تعالى: * (لا يصلاها إلا الأشقى) * فتنبه (86).
* * *

(٨٤) فتح الملك العلي: ١٦٠.
(٨٥) راجع مقدمة (تنزيه الشريعة المرفوعة) ج ١ ص (م) نقلا عن ذيل طبقات ابن أبي يعلى، وانظر: تذكرة الحفاظ ٤ / ١٣٤٧.
(٨٦) الصوارم المهرقة: ٣٠٣.
(١١٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 ... » »»
الفهرست