مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٤٣ - الصفحة ١١٤
للنبي (ص): أهبها لهم بالنخلة التي في الجنة؟ فقال (ص): افعل، فوهبها، فنزلت. انتهى.
قلت:
مجموع هذه النقول - على اختلاف خصوصياتها - تدل على أن للقصة أصلا أصيلا وأنها سبب النزول، ويؤخذ من ذلك أن سورة الليل مدنية، فحينئذ لا يمكن التعلق بها في قصة عتق العبيد بمكة، ولا الاحتجاج بها على أفضلية أبي بكر.
وقد اختلفوا في مكيتها ومدنيتها، فالجمهور على أنها مكية، وقال علي بن أبي طلحة: مدنية (79)، وقيل: بعضها مكي وبعضها مدني (80)، وقال صاحب الميزان رحمه الله: إن السورة تحتمل المكية والمدنية بحسب سياقها (81) فظهر بذلك أن دعوى السيوطي: توارد خلائق من المفسرين لا يحصون على أنها نزلت في أبي بكر، وكذا أصحاب الكتب المؤلفة في المبهمات، وزعم الآلوسي أن ذلك روي بأسانيد صحيحة (82).. بل تجرؤ أبي الفرج ابن الجوزي البكري في (زاد المسير) (83) على إرسال دعوى إجماع المفسرين على أن المراد بالأتقى في الآية أبو بكر إرسال المسلمات.. مما لا يقام له وزن البتة، لما عرفت من أن دعواهم معارضة بمثلها، مضافا إلى اتفاق الشيعة - وهم شطر الأمة - على نزولها في أبي الدحداح الأنصاري،

(٧٩) الإتقان ١ / ٤٤.
(٨٠) روح المعاني ٣٠ / ١٤٧.
(٨١) الميزان في تفسير القرآن 20 / 302.
(82) روح المعاني 30 / 147.
(84) زاد المسير في علم التفسير 9 / 152.
(١١٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 ... » »»
الفهرست