مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٤٣ - الصفحة ١٠٧
أقول إسناد هذا الحديث مشتمل على من لا يحتج به.
فأما منصور بن أبي مزاحم بشير التركي، فإن أحمد بن أبي يحيى حكى عن ابن معين: أنه ليس به بأس إذا حدث عن الثقات (61)، لكنه هنا حدث عن أبي سعيد المؤدب محمد بن مسلم بن أبي الوضاح، وقد قال البخاري: فيه نظر (62).
وأما يونس بن أبي إسحاق السبيعي، فكان الإمام أحمد يضعف حديثه عن أبيه - كما هنا -.
وحكى عنه ابنه عبد الله: أن حديثه مضطرب، وقال أبو حاتم: لا يحتج به - كما بترجمته في تهذيب التهذيب (63) -.
وأما أبو إسحاق عمرو بن عبد الله السبيعي الكوفي، فإنه لم يسمع عبد الله بن مسعود البتة، لأن ابن مسعود توفي سنة اثنتين وثلاثين، وأبو إسحاق ولد فيها - على ما في (الكاشف) للذهبي - وفي اللباب: أنه ولد سنة تسع وعشرين! وأنت خبير بأنه لا يتحقق سماع حينئذ، فحديثه عن ابن مسعود مرسل بلا ريب.
هذا، مع ما ذكروا في حقه من كونه مدلسا، وقال ابن المديني في (العلل): قال شعبة: سمعت أبا إسحاق يحدث عن الحارث بن الأزمع بحديث فقلت له: سمعت منه؟ فقال: حدثني مجالد عن الشعبي عنه.
قال شعبة: وكان أبو إسحاق إذا أخبرني عن رجل قلت له: هذا أكبر

(٦١) كما بترجمته من تهذيب التهذيب ٥ / ٥٤٣.
(٦٢) تهذيب التهذيب ٥ / ٢٨٩.
(٦٣) تهذيب التهذيب ٦ / 274.
(١٠٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 ... » »»
الفهرست