مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٤٣ - الصفحة ١١٣
عن ثابت، عن أنس: أن رجلا قال: يا رسول الله، إن لفلان نخلة وأنا أقيم حائطي بها، فأمره أن يعطيني حتى أقيم حائطي بها، فقال له النبي (ص):
أعطه إياها بنخلة في الجنة، فأبى!
قال: فأتاه أبو الدحداح فقال: بعني نخلتك بحائطي، قال: ففعل، فأتى النبي (ص) فقال: يا رسول الله! ابتعت النخلة بحائطي، فاجعلها له فقد أعطيتكها، فقال: كم من عذق رداح لأبي الدحداح في الجنة - قالها مرارا -.
قال: فأتى امرأته فقال: يا أم الدحداح! أخرجي من الحائط، فإني قد بعته بنخلة في الجنة، فقالت: ربح البيع - أو كلمة تشبهها -. انتهى.
وقال ابن عبد البر بترجمة أبي الدحداح في (الإستيعاب) (77): روى عقيل عن ابن شهاب، أن يتيما خاصم أبا لبابة في نخلة، فقضى بها رسول الله (ص) لأبي لبابة، فبكى الغلام، فقال رسول الله (ص) لأبي لبابة: اعطه نخلتك، فقال: لا، فقال: اعطه إياها ولك بها عذق في الجنة، فقال: لا، فسمع بذلك أبو الدحداح فقال لأبي لبابة: أتبيع عذقك ذلك بحديقتي هذه؟ قال: نعم، فجاء أبو الدحداح رسول الله (ص) فقال:
يا رسول الله! النخلة التي سألت لليتيم إن أعطيته إياها ألي بها عذق في الجنة؟
قال: نعم. انتهى.
وحكى الشهابان الخفاجي والآلوسي (78) عن السدي: أن سورة الليل نزلت في أبي الدحداح الأنصاري، وذلك أنه كان في دار منافق نخلة يقع منها في دار يتامى في جواره بعض بلح فيأخذه منهم، فقال له (ص): دعها لهم ولك بدلها نخل في الجنة، فأبى! فاشتراها أبو الدحداح بحائطها وقال

(77) الإستيعاب 4 / 61.
(78) عناية القاضي وكفاية الراضي (حاشية البيضاوي) 8 / 367، روح المعاني 30 / 147.
(١١٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 ... » »»
الفهرست