مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٤١ - الصفحة ٣٩
وسلم بالجنة. انتهى.
وأبو عبيدة وابن مسعود مختلف فيهما، فلا يتأتى لأحد أن يقطع لهما بالبشارة بالجنة، والله المستعان على ما يصفون.
الثاني: أن سعيد بن زيد مزك لنفسه مع تزكيته لغيره، ودخوله في جملة من تضمنه الخبر شبهة وطريق إلى التهمة، وقد ثبت أن من زكى غيره بتزكية نفسه لم تثبت تزكيته لذلك في شريعة الإسلام، ومن شهد لغيره بشهادة له فيها نصيب لم تقبل شهادته باتفاق (117)، ويجري الكلام بحذافيره في رواية عبد الرحمن بن عوف المتقدمة.
وقال الشريف رضي الدين ابن طاووس - رحمه الله تعالى - في كتابه " الطرائف في معرفة مذاهب الطوائف " (118): ومن طريف هذه الرواية أن سعيد ابن زيد راوي هذه الرواية - وهو من جملة العشرة - روى هذه الرواية لتزكية نفسه، ولم تسقط شهادته بالتهمة، وشهود فاطمة عليها السلام بنت نبيهم جارون النفع إلى أنفسهم ومتهمون في شهادتهم!! مع أنه لم يكن لهم نفع فيما شهدوا به، وهذه من المتناقضات. انتهى.
الثالث: أن مما يحمل الناظر في دقائق الأمور على القطع باختلاق الخبر، أن سعيدا - فضلا عن بقية العشرة - لم يحدث به أيام خلافة الشيخين وعثمان وهم أحوج إليه في تشييد خلافتهم وتثبيت ولايتهم من أي وقت آخر، بل ولم يبح به يوم نقم الناس على عثمان وحصروه في داره ولم ينبس ببنت شفة، ولكن كتمه إلى عهد معاوية (119) إذ صدع به آنذاك على رؤوس الأشهاد،

(١١٧) الإفصاح في الإمامة: ٧١، تلخيص الشافي ٣ / ٢٤١.
(١١٨) الطرائف في معرفة مذاهب الطوائف: ٥٢٣.
(119) ولشيخنا العلامة الأميني - رحمه الله - كلمة غراء في الكشف عن مغزى هذه الحقيقة، يجدر بطلاب الحق ورواده الوقوف عليها في ج 10 / 122 - 123 من كتاب القيم " الغدير في الكتاب والسنة والأدب ".
(٣٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 ... » »»
الفهرست