مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٣٧ - الصفحة ٤٠
السلام.
فهذا مبني على الجهل بأبسط المصطلحات المتداولة بين العلماء:
فالغلو اسم يطلق على نسبة الربوبية إلى البشر - والعياذ بالله -، بينما هذا معنون ب‍ (أن الأئمة يعلمون متى يموتون...) فالباب يتحدث عن (موت الأئمة) وهذا يناقض القول ب‍ (الغلو) وينفيه.
فجميع رواة هذا الباب، يبتعدون - بروايتهم له - عن الغلو المصطلح، قطعا.
فيكف يتهمهم بالغلو؟!
هذا، والكليني نفسه ممن ألف كتابا في الرد على (القرامطة) وهم فرقة تنسب إلى الغلاة (18) مما يدل على استيعاب الكليني وتخصصه في أمر الفرق.
فيكف يحاسب بمثل ذلك؟!
ثم إن قول الكليني في عنوان الباب: (وأنهم لا يموتون إلا باختيار منهم) يعني أن الموت الإلهي الذي قهر الله به عباده وما سواه، بدون استثناء، وتفرد هو بالبقاء دونهم، لا بد أن يشملهم - لا محالة - ولا مفر لهم منه، وإنما امتازوا بين سائر الخلائق بأن جعل الله اختيارهم لموتهم إليهم، وهذا يوحي:
أولا: أن لهم اختيار وقت الموت، فيختارون الآجال المعلقة، قبل أن تحتم، فيكون ذلك بإرادة منهم واختيار وعلم، رغبة منهم في سرعة لقاء الله، وتحقيقا للآثار العظيمة المترتبة على شهادتهم في ذلك الوقت المختار.
وهذا أنسب بكون إقداماتهم مع كامل اختيارهم، وعدم كونها مفروضة عليهم، وأنسب بكون ذلك مطابقا لقضاء الله وقدره، فهو يعني إرادة الله منهم

(١٨) الرجال - للنجاشي -: ٢٦٧، الفهرست - للطوسي -: ١٦١، معالم العلماء - لابن شهرآشوب -: ٨٨، جامع الرواة ٢ / ٢١٩، لؤلؤة البحرين - للبحراني -: ٣٩٣، هدية العارفين - للبغدادي - مج ٢ ج ٦ / ٣٥، الأعلام ٨ / ١٧، الفوائد الرجالية ٣ / 332، أعيان الشيعة 47 / 153، ولاحظ كتاب: الشيخ الكليني البغدادي، للسيد العميدي: 115.
(٤٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 ... » »»
الفهرست