مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٣٥ - الصفحة ٢٦٠
الإسلام والكفر.
إن التراث يوحد ولا يفرق، وهو الإطار الأمثل الذي يمكن أن تنتظم من خلاله الوحدة، وتتكتل الصفوف، حيث يقف المسلمون جميعا فيه على أرض واحدة، وينهلون من منهل واحد، ويرتبطون بواسطته في تاريخ واحد، وإذا اتحد تاريخهم، وكانت جذورهم واحدة، فسيتوحد حتما حاضرهم، فلماذا إذن يسعى البعض لنفي جزء واسع من تراثنا المشترك، على أساس طائفي أو غيره؟! ويتجاهل حضور هذا التراث، فيضحي حينئذ بدعامة أساسية تتقوم بها هويتها، ويعتمد على الوعي بها حاضرنا ومستقبلنا.
لقد حاولنا أن نتوسع في استقراء المؤلفات المحققة، الصادرة في إيران وعن الإيرانيين، خلافا لما عملناه فيما سبق، بالنسبة إلى البلدان العربية، وتركيا، والهند حين اكتفيا بذكر أهم المطبوعات المحققة الصادرة هناك حتى سنة 1930 م تقريبا، وذلك لأننا لاحظنا تغافلا مؤلما لدور إيران الكبير في نفض الغبار عن جزء مهم وكبير من التراث العربي، فأردنا لهذه المحاولة أن تكون محاولة شاملة تخدم الباحثين في التراث العربي الإسلامي.
مع العلم أن البلدان العربية كانت قد سعت لتوثيق وتسجيل مطبوعاتها في حوليات، ودوريات فصلية، ونشرات ببليوغرافية خاصة برصد الانتاج الفكري، تتيح للباحث معلومات أساسية حول المطبوعات في أي وقت شاء مراجعتها، بينما يفتقد الباحث العربي مثل هذه الأدلة بالنسبة إلى التراث العربي الإسلامي المحقق في إيران، ولذا نأمل أن نؤمن هذه القائمة مثل هذه الحاجة للباحثين.
ومما ينبغي التنويه به أننا لا ندعي استيفاء هذه القائمة لتمام البيانات حول كل كتاب أو رسالة، فضلا عن أننا لا نزعم استيعابها وشمولها لكل ما صدر في هذه الفترة من تراث عربي إسلامي محقق عن إيران، لأن بعض الكتب الصادرة في إيران فيما سبق، طبعت بكميات محدودة فنفدت منذ حين،
(٢٦٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 252 253 254 255 256 257 258 259 260 261 262 » »»
الفهرست