مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٣٥ - الصفحة ٢٣
* تناقضات!
ونجد في الكتاب نتائج يناور عليها المؤلف بقوة، بينما يناقضها بنفسه في مواضع أخرى من كتابه.
مثلا يقول في ص 6 - 167:
(إن الحديث عن رسول الله له يدون في عصر الصحابة، ولا التابعين، وإنما دون في عصر متأخر نقلا عن الذاكر عن لسان الحفاظ).
ومعنى هذا الكلام أن الحديث - في عصر غياب التدوين - كان يعتمد ضبطه على عنصر الذاكرة، التي اعتمدت بدورها الأخذ عن لسان (الحفاظ).
والمراد بالحفظ، هو حفظ نص الحديث على الذاكرة، وهو الطريقة البدائية، والطبيعية، والمتعارفة للنصوص ما قبل مرحلة التدوين، وإذا كان التدوين نقلا عن هذه الطريقة فإذن كان معتمدا على الذاكرة عن الحافظة - حسب ما قرره المؤلف -.
ولكنه يقول - بعد سطر! -:
(ومن البديهي - بعد أن طال الزمن - من أن يدون الحديث بالمعنى، بعد أن أسدل النسيان على اللفظ).
فكيف كان التدوين هناك نقلا عن الذاكرة عن الحفاظ؟! بينما هنا يدون بعد طول الزمن، وبالمعنى، وقد نسي اللفظ؟! فما الذي قلب الذاكرة عن الحافظة، إلى ناسية، وقلب اللفظ إلى المعنى؟!
ويقول في ص 190:
(جرى تقويم الحديث لاعتبارات تتعلق بأخلاق الراوي، ولم يجر تقويم الفكر والعقل لدى رجال الإسناد، فقد يكون الراوي ممن يتمتع بالشروط التي وصفوها... لكنه لا يتمتع بمستوى فكري
(٢٣)
مفاتيح البحث: النسيان (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 ... » »»
الفهرست