مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٣٣ - الصفحة ٢٣١
قمت عند عقبيه، فتوضأ ومسح على خفيه.
وأخرج البخاري أيضا في صحيحه في (باب البول عند سباطة قوم) من كتاب الوضوء، قال: حدثنا محمد بن عرعرة، قال: حدثنا شعبة، عن منصور، عن أبي وائل، قال: كان أبو موسى الأشعري يشدد في البول ويقول: إن بني إسرائيل كان إذا أصاب ثوب أحدهم قرضه، فقال حذيفة: ليته أمسك، أتى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سباطة قوم فبال قائما.
وأخرج نحوه مسلم في (باب المسح على الخفين) من كتاب الطهارة من صحيحه، قال: حدثنا يحيى بن يحيى، أخبرنا جرير، عن منصور، عن أبي وائل، قال: كان أبو موسى يشدد في البول ويبول في قارورة ويقول: إن بني إسرائيل كان إذا أصاب جلد أحدهم بول قرضه بالمقاريض، فقال حذيفة:
لوددت أن صاحبكم لا يشدد هذا التشديد، فلقد رأيتني أنا ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نتماشى فأتى سباطة قوم خلف حائط فقام كما يقوم أحدكم فبال، فانتبذت منه، فأشار إلي، فجئت فقمت عند عقبه حتى فرغ.
وأخرج البخاري أيضا في صحيحه في (باب الوقوف والبول عند سباطة قوم) من كتاب المظالم، قال: حدثنا سليمان بن حرب، عن شعبة، عن منصور، عن أبي وائل، عن حذيفة، قال: لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، أو قال: لقد أتى النبي صلى الله عليه وآله وسلم سباطة قوم فبال قائما. انتهى.
قلت: هذا حديث مشهور عد أهل السنة والجماعة، اتفق الشيخان على تخريجه، لكنه غير نقي الإسناد، بل هو ظاهر النكارة في المتن، لا يلائم مقام النبوة، فلا يمكن الأخذ به ولا يجوز التعويل عليه.
أما حزازة متنه ونكارته، فسيأتي الكلام على ذلك إن شاء الله تعالى.
وأما إسناده، ففيه:
سليمان بن مهران الأعمش الكاهلي الأسدي، وقد رمي بالتدليس.
(٢٣١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 226 227 228 229 230 231 232 233 234 235 236 ... » »»
الفهرست