مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٣٢ - الصفحة ١٨
وبين " البعض " المتسرب، وبين " الكثير " المخرج.
من التهافت والتنافي.
إن مثل هذه العبارات، لا يصدر من عارف بمصطلح الحديث، كما إن مثل تلك الأحكام القاسية لا يصدر ممن يعرف ما يخرج من رأسه! ويجري به قلمه.
على أن الحكم " بالتساهل " على أصحاب " الصحاح " ليس إلا جهلا بتاريخ الحديث وتاريخ المحدثين، وعدم وقوف على ما عاناه أهل الحديث في سبيل جمعه وضبطه وتدوينه وتحريره.
إن من ينزل إلى هذه التخوم الدانية في المعرفة بالمصطلحات الحديثية وبتاريخ الحديث وأهله وقواعده، لا يحق له أن يقتحم بحر " النقد " الواسع.
وسنبين في الفقرات التالية وجوه البطلان في أحكامه القاسية تلك.
* * * 3 - أحاديث المهدي بين الصحة والضعف:
إن الكاتب يصف أحاديث المهدي بأنها " موضوعة " ويكر نسبة " الوضع " لها إلى الشيعة!
ولكن من المسلم به عند دارسي علوم الحديث - كافة - أن مثل أحاديث المهدي، المثبتة في الكتب المعتمدة ومنها الصحاح والمسانيد والسنن، مما له طرق عديدة وأسانيد متعددة، إن لم تكن صحيحة، فهي لا توصف كلها بالوضع، وإنما يعبر عنها بالضعف، وقد يكون فيها الموضوع!
والواقع الملموس: أن أسانيد أحاديث المهدي فيها الصحيح المتفق عليه، وفيها الحسن، وفيها الضعيف.
(١٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 ... » »»
الفهرست