مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٢٩ - الصفحة ٢٢٧
والطريق إلى ذلك الكمال لا يخلو: إما أن يفعله هو، (أ) وأن يعلمنا الطريق إليه:
ومن يفعله هو، لا يخلو:
إما أن يفعله - أولا - لا من شئ ويسمى ذلك الفعل مخترعا.
أو يخلق شيئا من شئ وهو المتولد.
والمخترع يكون مبدأ المتولد، لأنه لا بد وأن يبتدئ أولا، ثم يخلق منه شيئا.
فقد عرفت - حينئذ - أن الملائكة ملأ خلقهم الله - تعالى - لا عن شئ لما علم أن كنه قدرة البشر لا يبلغ أدنى أثر، جعل الملائكة واسطة المتولدات وهم الذين ذكرهم الله في كتابه: من حملة عرشه وسكان سماواته والذاريات والمرسلات وغيرهم، ممن لا يعلمهم إلا الله - تعالى - كما قال: (... وما يعلم جنود ربك إلا هو...) (الآية (31) من سورة المدثر (74)).
والمقصود من هذا: أن العبد لا يصل إلى كماله ونجاته إلا:
إما بفعله: كخلقه.
(أ) وبعث الملائكة إلى ما يحتاج إليه، وإعلامه بأن كماله فيما هو؟
وهو الكلام في النبوات.
(٢٢٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 222 223 224 225 226 227 228 229 230 231 232 ... » »»
الفهرست