مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٢٩ - الصفحة ١٩١
صبغ البطاح من الدما حتى إذا * شاء القضا سهم الردى يرميه فهوى بسهم في الفؤاد مثلث * فوق الثرى شلت يدا راميه عجبا لمن صرف القضا بيمينه * كيف القضا في سهمه يرديه؟!
أفديه من ثاو ثلاثا بالعرا * يكسوه من ذاري الثرى سافيه من حوله الخفرات تندب لوعة * ثكلى يجاوب نعيها ناعيه واها لها لما بدت من خدرها * مذعورة منها الشجى تخفيه ولزينب الكبرى المصيبة إذ أتت * نحو الحسين ودمعا تذريه أهوت على الجسد الغسيل بدمه * تحنو عليه ووجهها تدميه نادته يا كهفا نلوذ بظله * فلك الشجا يا كهفنا نبديه هجمت خيول الظالمين فأحرقوا * صيواننا وتناهبوا ما فيه أشقيق روحي هل تعي لمكلم * والرأس منك على القنا عاليه؟!
يا مهجتي هل أستطيع تصبرا * وأرى لجسمك خيلهم تاطيه (2)؟!
هذي المحامل والنياق أتوا بها * كي يحملونا، من بنا توصيه؟!
أنروح للأعداء ليس لنا حمى * غير العليل وما به يكفينا؟!
وله أيضا هذه الأبيات يرثي فيها شابا من أحبته أسمه (سعيد)، ثم يعرج على مصيبة سيد الشهداء أبي عبد الله الحسين عليه السلام:
لضمائري سهم المنون أصابا * أعظم بخطب صابني أوصابا (3) جاء الكتاب ظننت فيه مسرة * فأساء لكن أعذر الكتابا

(2) تاطيه: بمعنى تطأه، وفيه تسامح.
(3) أوصاب: جمع وصب، بمعنى تحول الجسم، أو الألم الدائم، أو التعب.
(١٩١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 186 187 188 189 190 191 192 193 194 195 197 ... » »»
الفهرست