مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٢٩ - الصفحة ١٨٦
(3) تأملات في لفظ الخبر ومدلوله قد عرفت أن الخبر بلفظ (الثقلين) وما شابهه لا أصل له، إذ لا أثر للوصية بالكتاب والسنة بلفظ (الثقلين) ونحوه، لا في الصحاح ولا في المسانيد، وأن الأخبار الواردة في بعض الكتب - وعمدتها (الموطأ) و (المستدرك) - لا أساس لها من الصحة... لا سيما ما جاء - في شاذ منها - من أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال ذلك في خطبته في حجة الوداع.
وأغلب الظن أن الغرض من وضع هذا الخبر بهذه الألفاظ هو المقابلة والمعارضة به لحديث الثقلين المتفق عليه بين المسلمين، المقطوع بصدوره عن رسول رب العالمين، الذي قاله في غير ما موقف ومن أشهرها حجة الوداع في خطبته المعروفة، حيث أوصى بالكتاب والعترة، وأمر باتباعهما، وحذر من مخالفتهما، وأكد على أن الأمة سوف لن تضل ما دامت متمسكة بهما، وأنهما لن يتفرقا حتر يردا عليه الحوض.
هذا الحديث الذي من رواته: مسلم بن الحجاج، وأحمد بن حنبل، والترمذي، وأبو داود، وابن ماجة، والنسائي، والحاكم، والطبري، والطبراني... ومئات من الأئمة والحفاظ في القرون المختلفة، يروونه عن أكثر من ثلاثين صحابي وصحابية عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، بطرق كثيرة أفرد بعض كبار العلماء كتابا جمع طرقه.
هذا الحديث الذي يدل بوضوح على وجوب اتباع الأمة أئمة العترة من أهل البيت عليهم السلام في جميع شؤونهم الدينية والدنيوية.
ولثبوت هذا الحديث سندا ووضوح دلالته على إمامة أهل البيت نجد
(١٨٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 181 182 183 184 185 186 187 188 189 190 191 ... » »»
الفهرست