مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٢٦ - الصفحة ٤٦
سمعت العرباض بن سارية يقول:
قام فينا رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم ذات يوم، فوعظنا موعظة بليغة وجلت منها القلوب، وذرفت منها العيون. فقيل: يا رسول الله، وعظتنا موعظة مودع فاعهد إلينا بعهد.
فقال: عليكم بتقوى الله، والسمع والطاعة وإن عبدا حبشيا، وسترون من بعدي اختلافا شديدا، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين، عضوا عليها بالنواجذ، وإياكم والأمور المحدثات، فإن كل بدعة ضلالة.
(2) حدثنا إسماعيل بن بشر بن منصور وإسحاق بن إبراهيم السواق، قالا:
ثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن معاوية بن صالح، عن ضمرة بن حبيب، عن عبد الرحمن بن عمرو السلمي، أنه سمع العرباض بن سارية يقول:
وعظنا رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم موعظة ذرفت منها العيون، ووجلت منها القلوب. فقلنا: يا رسول الله، إن هذه لموعظة مودع، فماذا تعهد إلينا؟
قال: قد تركتكم على البيضاء، ليلها كنهارها، لا يزيغ عنها بعدي إلا هالك، من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا، فعليكم بما عرفتم من سنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين، عضوا عليها بالنواجذ، وعليكم بالطاعة وإن عبدا حبشيا، فإنما المؤمن كالجمل الأنف حيثما قيد انقاد.
(3) حدثنا يحيى بن حكيم، ثنا عبد الملك بن الصباح المسمعي، ثنا ثور بن يزيد، عن خالد بن معدان، عن عبد الرحمن بن عمرو عن العرباض بن سارية، قال:
صلى بنا رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم صلاة الصبح، ثم أقبل علينا بوجهه، فوعظنا موعظة بليغة. فذكر نحوه " (3).

(٢) سنن أبي داود ٢ / ٢٦١ باب في لزوم السنة.
(٣) سنن ابن ماجة ١ / 15 - 17 باب اتباع سنة الخلفاء الراشدين المهديين.
(٤٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 ... » »»
الفهرست