مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٢٦ - الصفحة ٤١
تقدير. * * * تشكل الروايات والنصوص المتقدمة المصدر الرئيسي والمرجع الأساسي المهم لهذه المزعمة الواهية.
والقاسم المشترك بينها جميعا هو الإرسال، والشذوذ، ومخالفة ما هو مشهور، والنكارة، والتحريف، والتلاعب في بعض مصادرها، وضعف بعض رواتها، وعلة واحدة من هذه العلل يسقط الاعتماد عليها، ويوجب نبذها جانبا، فكيف بها مجتمعة؟!
وتبين من خلال البحث في تواريخ رواتها أنها ظهرت في القرن الثالث الهجري، وأنها مما تعمد وضعه وتدرج نحته في الأزمنة المتأخرة، وما أكثرها.
يقول يحيى بن معين مشيرا إلى كثرتها: " كتبنا عن الكذابين، وسجرنا به التنور، وأخرجنا به خبزا نضيجا " (114).
والعجب أن أكثر هذه الأحاديث وجلها قد وضعها " أهل الخير والزهد "!
قال يحيى بن سعيد القطان: " لم نر الصالحين في شئ أكذب منهم في الحديث " (115).
وقال: " لم نر أهل الخير في شئ أكذب منهم في الحديث " (116).
وقال: " ما رأيت الكذب في أحد أكثر منه فيمن ينسب إلى الخير والزهد " (117).
من أجل هذا - وغيره - ينبغي لنا ألا نمنح هذا التاريخ ثقتنا واعتمادنا، بل يجب غر بلته وإزالة شوائبه بإخضاع نصوصه وأخباره لدراسة علمية، حيادية، مستوعبة

(١١٤) تاريخ بغداد ١٤: ١٨٤، سير أعلام النبلاء: ١١ / ٨٣ عن تاريخ الآبار.
(١١٥) صحيح مسلم ١: ١٧، تاريخ بغداد ٢: ٩٨.
(١١٦) صحيح مسلم ١: ١٨.
(١١٧) اللآلي المصنوعة...، فتح الملك العلى: ٩٢.
وللتوسع راجع الغدير ٥: ٢٧٥ - 296.
(٤١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 ... » »»
الفهرست