مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٢٦ - الصفحة ٢٢٤
أما رأيت في هذه السنين، كيف أحرق الكفار أقطار الأرضين، وأبادوا العالمين، وفعلوا ما لا يصدر من السباع الضاريات؟ إ (1) أيعقل ممن يعتقد بالدين، وعقاب رب العالمين أن يصدر منه بعض هذه المظالم؟!
وكذلك ما صدر من بعض المنتحلين الإسلام من المظالم الفظيعة، فلأجل ضعف العقيدة، بل عدمها في الحقيقة، كما هو مشهور من ابن سعد، ويزيد والوليد، لعنهم الله فوق المزيد.
وأما الأدلة على إثبات المعاد:
فهي كثيرة، فقلناها في كتبنا الشهيرة، ويكفينا أنه مما اتفق عليه جميع المليين، ولم يمنعه عاقل، حتى الكفرة وعبدة الأوثان، فإنهم أيضا يقولون بالثواب والعقاب بعد الموت.
كيف؟! وإلا لزم توجه الظلم والقبح إلى قدس ساحة الواجب تعالى، لأنه خلق الخلق، وأعطاهم القدرة والأسباب، وأمهل الظالمين والعاصين، فقتلوا وآذوا المؤمنين والصالحين، بأعظم الأذيات، ثم لم يأخذ حق المظلومين من الظلمة، ولم يعاقبهم، ولا أثاب المطيعين، بل ابتلاهم حتى ماتوا على اعتماد بها أخبر، وأخر، من مجئ يوم البقاء، ونيل أحسن الجزاء، فهل يجوز عاقل، أو يشك بعد التصور غافل، أن يكذب العزيز

(1) يتحدث سماحة السيد المؤلف عما دار في الحرب العالمية الثانية على أيدي الأوربيين الوحوش، قتلة البشر، التي طالت من 1939 إلى 1945 م.
ويذكرنا هذا الحديث بالحرب الطاحنة التي أشعلها المتأسلمون في بداية هذا القرن ضد الإسلام والمسلمين في إيران طوال ثمانية أعوام، من 1399 - 1408 ه‍، فأفنوا آلافا من شباب المسلمين ضحايا وأباحوا ثرواتهم، إرضاء للأسياد المستعمرين.
ثم الحرب المدمرة التي فرضوها عل الكويت والعراق فأفنوا بها إمكانات البلدين الاقتصادية والبشرية، وفسحوا المجال لاحتلال الأرض الإسلامية الطاهرة، هن قبل الكفرة الأوربيين الأرجاس.
كما أدخلوا بذلك على المسلمين والاسلام الذل والعار والهوان، وأثبتوا زيف ادعائهم الانتماء إلى هذا الدين وهذه الأمة.
(٢٢٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 219 220 221 222 223 224 225 226 227 228 229 ... » »»
الفهرست