مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٢٤ - الصفحة ١٦٩
(من أنصف علم أن من أراد التمهر والحذاقة في هذه الأزمنة وما بعدها في علم أصول الحديث، وعلم الإسناد، وأراد أن يعد من فضلاء المحدثين وجهابذتهم، فلا بد له أن يخوض في بحار مطالب هذا الكتاب، ويسبح في قواميس مسائله ومباحثه، ثم يذعن بأنه عيال عليه).
وهكذا نجد المؤلف يبالغ في مدح كتابه، وما ذكره من العذر لا يكون - بنظرنا - مبررا لهذا العمل الذي يعد في عرف أهل العلم نوعا من المباهاة التي لا داعي لذكرها، إذ سيرتهم على تقديم أفضل التحقيقات وأرشقها بلسان متواضع، ولعل هذا الطراز من الحديث هو الموجب لبقاء مؤلفات هذا المحقق الفذ في زوايا الخمول والاهمال، وليكن هذا عبرة لمن يرفل في أثواب العجب بجودة الطبع وكثرة التأليف، ليعلم أن التاريخ له بالمرصاد.
5 - نسخة الكتاب:
والنسخة التي اعتمدناها مصورة عن نسخة محفوظة عند العلامة الحجة السيد النجومي في كرمانشاه - إيران وهي نسخة كاملة تقع في 163 ورقة، كتب ناسخها في آخر القسم الأول (فن الرجال) ما يلي:
(إلى هنا نهاية خط المصنف دام ظله، وقد تم هذا المجلد وإن وقع بخطوط مختلفة حرصا مني على استنساخه، مع قلة البضاعة، وفقد المال، وتشتت البال، حيث أني وجدته أجمع الجوامع وأعظم المنافع، في هذا الفن، وما سواه من النسخ (أي الكتب) المؤلفة في الرجال) كالتاريخ، لا يجدي نفعا، ولا يشفي غراما، ولا يبين غث الأسانيد من سمينها.
وقد استنسخ بعضها من النسخة الأصل، التي هي بخط الأستاد المصنف دام ظله، ولكن قوبل كله مع نسخة الأصل، في غاية شدة الاهتمام منه - دام ظله - ومني.
فهو: وإن كان ذا خطوط عديدة، بعضها لا يقرأ، إلا أنها نسخة صحيحة يليق
(١٦٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 164 165 166 167 168 169 170 171 172 173 174 ... » »»
الفهرست