مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٢٤ - الصفحة ١٥٨
(آقا بن عابد بن رمضان بن زاهد، الشيرواني، الدربندي).
قال الشيخ الطهراني: عالم متبحر، وحكيم بارع، وفقيه فاضل، ورجالي محدث.
ولد في (دربند) حدود سنة 1208 ه‍ وأخذ المقدمات والسطوح من علماء بلده، ثم هاجر إلى قزوين وأخذ علوم الفقه والأصول والحديث من المولى الشيخ محمد صالح البرغاني الحائري - المتوفى 1271 - وشقيقه الشهيد الثالث - المقتول سنة 1263 - وأخذ الحكمة والفلسفة عن الآخوند المولى آقا الحكمي القزويني.
واشترك في الجهاد ضد الروس الذين غزو بلاد إيران عام 1240، مع كافة العلماء بزعامة السيد محمد المجاهد الطباطبائي الحائري الذي توفي بعد رجوعه من المعركة في قزوين سنة 1242، وعندما نقل جثمانه إلى كربلاء كان المترجم له معها فاستقر هناك، واشتغل في حوزة المولى الشيخ محمد شريف المازندراني الشهير بشريف العلماء، وأخذ منه الأصول، ولما توفي أستاذه الشريف سنة 1246 ه‍ هاجر الشيخ الدربندي إلى النجف الأشرف (1).
وقال الطهراني: كان في النجف من تلاميذ الشيخ علي بن جعفر كاشف الغطاء (ت 1253) في الفقه، وتلمذ في كربلاء المشرفة على الشيخ شريف العلماء المازندراني، في الأصول.
وقد شارك في العلوم المتنوعة وبرع في أكثرها، فقد كان متبحرا في الفقه، والأصول، والمعقول، والمنقول، والحديث، والرجال، وغيرها.
قال المحدث القمي: وكان يولي كتب الحديث تعظيما بالغا، بحيث كان إذا أخذ بيده كتاب (التهذيب) للشيخ الطوسي، قبله ووضعه عل رأسه، كما يفعل بالقرآن الكريم، ويقول: (إن كتب الحديث لها عظمة القرآن) (2).
ثم رجع إلى كربلاء، وتصدى للتدريس بها:

(١) الصالحي في (كربلاء في حاضرها وماضيها) المخطوط.
(٢) الفوائد الرضوية: 54.
(١٥٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 151 152 153 155 157 158 159 160 161 162 163 ... » »»
الفهرست