مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٢١ - الصفحة ٢٤٦
قال ابن الجوزي في المنتظم 7 / 206 في حوادث سنة 389 ه‍: والكامل لابن الأثير 9 / 155 " وقد كانت جرت عادة الشيعة في الكرخ وباب الطاق بنصب القباب وتعليق الثياب وظهار الزينة في يوم الغدير، وإشعال في ليلته ونحر جمل في صبيحته، فأرادت الطائفة الأخرى أن تعمل في مقابلة هذا شيئا! فادعت اليوم الثامن من يوم الغدير كأن اليوم الذي حصل النبي صلى الله وعليه وسلم في الغار وأبو بكر معه! [على أنه لا خلاف أن الهجرة كانت في ربيع الأول] فعملت فيه مثل ما عملت الشيعة في يوم الغدير! وحصلت بإزاء يوم عاشوراء يوما بعده بثمانية أيام نسبته إلى مقتل مصعب بن الزبير وزارت قبره بمسكن! كما يزار قبر الحسين عليه السلام!! " أي أقول: وليت الطائفة الأخرى وقفت عند هذا الحد، ولم تتجاوزه إلى مجازر طائفية مؤلمة مؤسفة، قال ابن الجوزي في المنتظم 7 / 163 في حوادث سنة (381) ه‍: " وفي اليوم الثامن (125) عشر من ذي الحجة، وهو يوم الغدير، جرت فتنة بين أهل الكرخ وباب البصرة (126) واستظهر أهل باب البصرة وخرقوا أعلام السلطان، فقتل يومئذ جماعة.... ".
وهكذا كانت هذه الوحشية تتجدد بين فترة وأخرى، فإذا أحل عاشوراء أقامت الشيعة عزاء الحسين عليه السلام إمامهم وأبن بنت نبيهم، الذي قتلوه عطشانا غريبا أقسى قتلة وأفظع جريمة، قتلوه جهارا نهارا، هو ومن كان معه من آل محمد صلى الله عليه وآله، منعوهم الماء وقتلوا رجالهم، وذبحوا أطفالهم، ونهبوا خيامهم وأحرقوها، وسبوا بنات رسول الله صلى الله عليه وآله وساقوها، أسارى من بلد إلى بلد حتى أدخلوها على يزيد السكير في مجلسه العام!
فالشيعة كانت ولا تزال متى ما حل عاشوراء تجددت عندهم هذه الذكريات فتقيم عزاءه وتظهر الحزن عليه، وكان ذلك أثقل شئ على اليزيديين شيعة آل أبي

(125) في المطبوع: الثاني عشر. وهو خطأ مطبعي.
(126) الكرخ: محلة الشيعة، وباب البصرة: محلة السنين وهو باب المعظم اليوم.
(٢٤٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 241 242 243 244 245 246 247 248 249 250 251 ... » »»
الفهرست