مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٢١ - الصفحة ٢٤٥
القرن الثاني عشر وفي هذا القرن، في عام 1125 ه‍، أبدى الملك الصفوي الشاه سلطان حسين اهتماما أكثر بهذا العيد الأغر، ورغب إلى علماء عصره أن يؤلفوا رسائل خاصة في عيد الغدير وحديث الغدير وما أثر عن العترة الطاهرة في هذا اليوم من مسنونات ومندوبات وأعمال وأدعية وزيارات، فألف جمع منهم رسائل مفردة في الغدير وذكروا في المقدمة اهتماماته في هذا العام لهذا اليوم التاريخي الخالد، والسعي في إحيائه وإحياء ذكراه لا بد - وعلى الصعيد الرسمي والشعبي - من تزيين البلاد وإقامة المهرجانات والاحتفالات، وتركها من مآثره الخالدة - رحمه الله - كما وأبدى هذا السلطان أيضا اهتماماته بيوم ميلاد أمير المؤمنين عليه السلام في 13 رجب وأمر بإحياء ذكرى هذا اليوم المبارك أيضا رحمه الله.
وقد احتفظ لنا الدهر بثلاثة من هذه الكتب المؤلفة في هذا العام بناء على طلب الشاه، وثلاثتها محفوظة في مكتبة زميلنا العلم المحقق فضيلة السيد محمد علي الروضاتي الأصفهاني آل صاحب الروضات قدس الله نفسه، وهي مكتبة قيمة فيها النفائس والأعلاق.
كما كانت الحكومات الشيعية في القرن الرابع، كالبويهيين في العراق، والفاطميين في مصر، وغيرهم في غيرهما، يهتمون اهتماما بالغا بعيد الغدير الأغر، ويهتمون لإحياء ذكراه وإقامة المهرجانات راجع كتاب " عيد الغدير في عهد الفاطميين " للعلامة الشيخ محمد هادي الأميني حفظه الله.
وقال ابن الأثير في حوادث سنة 357 ه‍ من كتاب الكامل 8 / 589: " وفيها عمل أهل بغداد يوم عاشوراء وغدير خم كما جرت به عادتهم من إظهار الحزن يوم عاشوراء والسرور يوم الغدير ".
فيظهر أنها كانت عادة مطردة منذ سنين في منتصف القرن الرابع.
(٢٤٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 240 241 242 243 244 245 246 247 248 249 250 ... » »»
الفهرست