مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٢١ - الصفحة ٢٠٧
ولقد زارني فأرق عيني * حادث أقعد الحجى وأقاما (17) حدت عنه فزادني حيدى * عنه لصوقا بدائه وألتزاما وكأني لما حملت به الثقل * تحملت يذبلا وشماما (18) فخذ اليوم من دموعي وقد * كن جمودا على المصاب سجاما إن شيخ الاسلام والدين والعلم * تولى فأزعج الاسلاما والذي كان غرة في دجى * الأيام أودى فأوحش الأياما كم جلوت الشكوك تعرض في 8 * نص وصبي وكم نصرت إماما وخصوم لدملاتهم بالحق * في حومة الخصام خصاما عاينوا منك مصميا ثغرة النحر * وما أرسلت يداك سهاما (19) وشجاعا يفري المرائر ما كل * شجاع يفري الطلى والهام (20) من إذا مال جانب من بناء * الذين كانت له يداه دعاما؟
وإذا أزور جائر عن هداه * قاده نحوه فكان زماما من لفضل أخرجت منه خبيئا * ومعان فضضت عنها ختاما؟
من لسوء ميزت عنه جميلا * وحلال خلصت منه حراما؟
من ينير العقول من بعدما * كن همودا وينتج الأفهاما؟
من يعير الصديق رأيا إذا ما * سله في الخطوب كان حساما؟
فامض صفرا من العيوب فكم * بان رجال أثروا سيوبا وذاما (21) إن جلدا أوضحت عاد بهيما * وصباحا أطلعت صار ظلاما (22)

(17) الحجى: العقل.
(18) يذبل وشمام: جبال.
(19) المصمي: الرامي.
(20) يفري: يشق، والطلى: الرقاب، مفردها الطلية، والهام الرؤوس.
(21) الصفر: الخالي، والذام: الذم.
(22) أوضحت: بيضت، والبهيم: الأسود.
(٢٠٧)
مفاتيح البحث: الصدق (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 202 203 204 205 206 207 208 209 210 211 212 ... » »»
الفهرست