مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ١٩ - الصفحة ٣٠
وأورد الرازي احتجاج جهم على مقالته بالقرآن، والمعقول:
أما القرآن، فآيتان:
الأولى: قوله تعالى: (الله خالق كل شئ) [سورة الرعد (13) الآية (16)].
فلو كان تعالى يسمى بلفظ " الشئ " لزم بحكم هذا الظاهر كونه خالقا لنفسه، وهو محال.
الثانية: قوله تعالى: (ليس كمثله شئ) [سورة الشورى (42) الآية (11)].
ومثل مثله هو " هو " فلما ذكر أن (ليس كمثله شئ) لزم أن لا يكون هو مسمى باسم " شئ ".
وقول من قال: " الكاف زائدة " باطل، لأن هذا ذكر: هذا الكاف خطأ وفاسد، فمعلوم أن هذا لا يليق بكلام الله تعالى.
وأما المعقول:
فهو. أن أسماء الله تعالى دالة على. صفات الكمال ونعوت الجلال، وقال:
(ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها) [سورة الأعراف (7) الآية (180)].
واسم " الشئ " لا يفيد كمالا، ولا جلالة ولا معنى من المعاني الحسنة، فثبت أن كل ما كان من أسماء الله تعالى وجب أن يفيد حسنا، ولفظ " شئ " لا يفيد حسنا، فوجب أن لا يكون لله تعالى (168).
ولم يحاول الرازي الإجابة على كلام جهم هذا، فلنذكر - نحن - ما يبدو لنا فيه من المغالطة والفساد:

(68) لوامع البينات. المطبوع باسم " شرح أسماء الله الحسنى " للرازي: 7 - 358.
(٣٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 ... » »»
الفهرست