مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ١٨ - الصفحة ٢٨
المشهورة بالتنوين.
واعتذر أبو علي عن ذلك - كما في مجمع البيان (٤٩) -: بأن النون قد شابهت حروف اللين في الآخر في أنها تزاد كما يزدن، وفي أنها تدغم فيهن كما يدغم كل واحد من الواو والياء في الآخر، وفي أنها قد أبدلت منها الألف في الأسماء المنصوبة وفي الخفيفة، فلما شابهت حروف اللين أجريت مجراها في أن حذفت ساكنة لالتقاء الساكنين كما حذف الألف والواو والياء لذلك في نحو " رمى القوم " و " يغزو الجيش " و " يرمي القوم " ومن ثم حذفت ساكنة في الفعل في نحو " لم يك " و ﴿لا تك في مرية﴾ (٥٠) فحذفت في (أحد الله) لالتقاء الساكنين كما حذفت هذه الحروف في نحو: " هذا زيد ابن عمروا " حتى استمر ذلك في الكلام، والكلام، أبو زيد:
فألفيته غير مستعتب * ولا ذاكر الله إلا قليلا هذا، وأما ما ورد تجويزه في ظاهر عبارة (العروة الوثقى " في مبحث القراءة (٥١) من كتاب الصلاة في الآية الكريمة، فالأكثرون على خلافه كما هو صريح الحواشي عليه.
الخامسة:
حكى صاحب التيسير والشاطبي وصاحب سراج القارئ إجماع القراء السبعة على إدغام التنوين إذ كان طرفا في (الراء) و (اللام) من غير غنة كما في الشهادة بالرسالة: " وأن محمدا رسول الله " ونحو قوله تعالى: ﴿هدى للمتقين﴾ (52).
وقد أجمعوا على إدغامه في حروف - ينمو - الأربعة إدغاما مصاحبا للغنة، إلا من خالف في (الواو والياء) فإنه لا يغن فيهما.

(٤٩) مجمع البيان في تفسير القرآن - للإمام الطبرسي - ٥ / ٥٦٢.
(٥٠) سورة هود ١١: ١٠٩.
(٥١) المسألة رقم ٥٦.
(٥٢) سورة البقرة ٢: 2.
(٢٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 ... » »»
الفهرست