مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ١٧ - الصفحة ٣٤
فأطلق لفظة " الاسم " على " الكنية ".
وقول الشاعر:
أجل قدرك أن تسمي مؤبنة * ومن كناك فقد سماك للعرب (76) ويروى: " من يصفك ".
فأطلق التسمية على الكناية أو الصفة وهذا شائع ذائع في كلام العرب.
فإذا وضح ما ذكرنا من الأمرين، فاعلم - أيدك الله -: أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان له سبطان. أبو محمد الحسن، وأبو عبد الله الحسين، عليهما السلام.
ولما كان الحجة الخلف الصالح عليه السلام من ولد أبي عبد الله عليه السلام وكانت كنية الحسين " أبا عبد الله ":
فأطلق النبي صلى الله عليه وآله وسلم على الكنية لفظ " الاسم " لأجل المقابلة بالاسم في حق أبيه صلى الله عليه وآله وسلم.
وأطلق على الجد لفظة " الأب ".
فكأنه صلى الله عليه وآله وسلم قال: يواطئ اسمه اسمي - فأنا " محمد " وهو " محمد " - وكنية جده اسم أبي - إذ هو " أبو عبد الله " وأبي " عبد الله " -.
لتكون تلك الألفاظ المختصرة جامعة لتعريف صفاته وإعلام أنه من ولد أبي عبد الله الحسين عليه السلام، بطريق جامع مختصر، فحينئذ تنتظم الصفات، وتوجد بأسرها مجتمعة للحجة الخلف الصالح محمد عليه السلام (77).
ويمكن أن يقال: إن جملة " واسم أبيه اسم أبي " لم ترد في أصل حديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
فروى الكنجي، عن أبي الحسن محمد بن الحسين بن عاصم الآجري في

(76) ديوان المتنبي 1 / 57، في رثاء أخت سيف الدولة الحمداني.
(77) الفصول المهمة، للمالكي، 292، كشف الغمة، للإربلي 2 / 441 - 443 بتصرف.
(٣٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 ... » »»
الفهرست