مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ١٧ - الصفحة ٢٦
ذلك في " محمد بن عبد الله بن الحسن بن الحسن ".
وهم أولى به منهم، لأن أباه كان اسمه المعروف به " عبد الله " وكان أمير المؤمنين عليه السلام اسمه " علي " وإنما انضاف إلى " الله " بالعبودية كما انضاف جميع العباد إلى " الله " بالعبودية (56).
أقول: إن الاستدلال بهذه الرواية وأمثالها على إمامة ابن الحنفية أمر مرفوض، لوجوه:
1 - أن الإمامة من الأصول، ولا يمكن إثباتها بالخبر الواحد، لأنه لا يوجب علما ولا عملا في هذا المقام، كما تقرر في أصول العقائد، وأصول الفقه.
2 - أن الأحاديث المذكورة لم تثبت سندا بمستوى الاحتجاج بها.
3 - أن قول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم بأن فلانا يملأ الأرض قسطا وعدلا لا يمكن أن ينطبق على محمد بن الحنفية، لعدم تحقق ذلك في حياته، كما هو المعلوم من التاريخ.
كما أن الروايات الدالة على سماح النبي صلى الله عليه وآله وسلم بتسمية ابن الحنفية باسمه وتكنيته بكنيته، لا تدل إلا على إكرام النبي صلى الله عليه وآله وسلم لعلي عليه السلام وابنه بهذا السماح، خاصه بعد منعه من الجمع بين اسمه وكنيته لأي أحد.
فعن محمد بن الحنفية، عن علي، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. " يولد لك غلام نحلته اسمي وكنيتي ".
فولد له محمد (57).
وفيما نقله العمري: عن ابن خداع ناسب المصريين في كتابه " المبسوط ":
قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم لعلي عليه السلام: " يولد لك ولد تحليه اسمي

(٢٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 ... » »»
الفهرست