القسم الثاني: أثر الكنية في العلوم والحضارة تمهيد:
قد يعجب الإنسان إذا لاحظ تأثير الكنية في كثير من العلوم بشكل واضح ومباشر، وفيما يأتي نحاول إيراد ما وقفنا عليه من هذا القبيل من الآثار، فلها مجال بحث في العلوم الإسلامية من عقائد، وفقه، وحديث، ومصطلح، ورجال إسناد.
ولها مجال بحيث في علوم الأدب من لغة، ونحو، وأدب عام كالحرب، والظرائف والمحادثة، والتراث.
أولا - في العقائد:
1 - الكيسانية من الفرق الإسلامية:
قالت بإمامة محمد بن الحنفية، وهو ابن الإمام أمير المؤمنين عليه السلام، ويكنى بأبي القاسم، فزعموا أنه هو " المهدي ".
واعتلوا لأنه المهدي بقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: " لن تنقضي الأيام والليالي حتى يبعث الله عز وجل رجلا من أهل بيتي اسمه اسمي، وكنيته كنيتي، واسم أبيه اسم أبي، يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا ".
قالوا: وكان من أسماء أمير المؤمنين عليه السلام: " عبد الله " لقوله: " أنا عبد الله، وأخو رسول الله، وأنا الصديق الأكبر، لا يقولها بعدي إلا كذاب مفتر ".
وهذه الفرقة بأجمعها تذهب إلى أن محمدا رحمه الله كان الإمام بعد الحسن والحسين عليهما السلام (55).
ورد الشيخ المفيد تعلقهم بهذه الرواية بقوله: إن بإزاءهم الزيدية يدعون