مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ١٥ - الصفحة ١٨٠
ومعاوية بن أبي سفيان وعمرو بن العاص، ثم توجه كل رجل منهم إلى البلد الذي فيه صاحبه... وجعلوا ميعادهم ليلة واحدة... وأما ابن ملجم - قاتل علي - فإنه أتى الكوفة، فكان يكتم أمره ولا يظهر الذي قصد له، وهو في ذلك يزور أصحابه من الخوارج فلا يطلعهم على إرادته، ثم أتى يوما قوما من تيم الرباب، فرأى امرأة منهم جميلة يقال لها: قطام بنت شجنة - وكان علي قتل أباها شجنة بن عدي، وأخاها الأخضر بن شجنة يوم النهروان - فهواها حتى أذهلته عن أمره فخطبها، فقالت: لا أتزوجك إلا على عبد وثلاثة آلاف درهم وقينة وقتل علي ابن أبي طالب!!.
فقال: أما الثلاثة آلاف والعبد والقينة فمهر، وأما قتل علي بن أبي طالب فما ذكرته لي وأنت تريديني، فقالت: بلى، تلتمس غرته، فإن أصبته وسلمت شفيت نفسي ونفعك العيش معي، فقال: والله ما جاء بي إلا قتل علي (31).
2 - فقدم ابن ملجم، وجعل يكتم أمره، فتزوج قطام بنت علقمة، من تيم الرباب - وكان عليا قتل أخاها - فأخبرها بأمره، وكان أقام عندها ثلاث ليال، فقالت له في الليلة الثالثة: لشد ما أحببت لزوم أهلك وبيتك وأضربت عن الأمر الذي قدمت له! فقال: إن لي وقتا واعدت عليه أصحابي ولن أجاوزه (32).
3 - قالوا: لم يزل ابن ملجم تلك الليلة عن الأشعث بن قيس يناجيه حتى قال له الأشعث: قم فضحك الصبح. وسمع ذلك من قوله حجر بن عدي الكندي فلما قتل علي قال له حجر: يا أعور، أنت قتلته!
وقال المدائني: قال مسلمة بن المحارب: سمع الكلام عفيف عم الأشعث، فلما قتل علي قال عفيف: هذا من عملك وكيدك يا أعور (33).

(٣١) تاريخ الخلفاء ١ / ١٥٩، تاريخ الأمم والملوك ٥ / ١٤٣، أنساب الأشراف ٢ / ٤٩١، أسد الغابة ٤ / ٣٦، طبقات ابن سعد ٣ / ٣٥، تذكرة الخواص: ١٦٠، الرياض النضرة ٣ - ٤ / ٢٣٤.
(٣٢) أنساب الأشراف ٢ / ٤٨٨.
(٣٣) أنساب الأشراف ٢ / ٤٩٣، مقاتل الطالبيين: ٣٣ وفيه: (النجاء... النجاء لحاجتك فقد فضحك الصبح).
(١٨٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 175 176 177 178 179 180 181 182 183 184 185 ... » »»
الفهرست