مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ١٥ - الصفحة ١٤٨
الاستحسان أصلا تفسيريا، أما بقية كتابه فهو من أروع ما كتب في فقه اللغة وخصائصها وأسرارها، وسيبقى مصدر طلاب فروع اللغة الذي لا يغني عنه مصدر آخر.
ويغلب على الظن أنه إذا أريد وضع أصول يستكشف منها طبيعة استنباط الحكم النحوي عند مؤسسيه، فيجب أن تترك هذه المحاولات جانبا، ويعمد الدارسون المحدثون، إلى كتاب سيبويه وشروحه، ومقتضب المبرد، ومعاني الفراء، ومجالس ثعلب، وأمثالها من كتب تمثل الفروع النحوية في فترتين من ألمع فترات الدرس النحوي في مدرستي البصرة والكوفة، ويستنتج من بناء أصحابها أحكامهم على النصور المسموعة، وما استعانوا به من تعليل أقيستهم وطرق احتجاجهم، وتؤخذ بنظر الاعتبار النقود المتأخرة المتسمة بالجدية لمناهج النحاة السابقين، وتكتب بذلك كله (أصول النحو) الصحيحة الملائمة لطبيعة أحكامه وأدلته، وليس ذلك على جهد الدارسين المحدثين ببعيد.
مصطفى جمال الدين.
(١٤٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 143 144 145 146 147 148 149 150 151 152 153 ... » »»
الفهرست