مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ١٤ - الصفحة ٢٢٠
فكل حلالا وسم الله واذكر حديث رسول الله صلى الله عليه وآله: (ما ملأ آدمي وعاءا شر [ا] من بطنه)، فإن كان ولا بد فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه. وأما اللواتي في الحلم، فمن قال لك: إن قلت واحدة سمعت عشرا، قل له: إن قلت عشرا لم تسمع واحدة. ومن شتمك فقل له: إن كنت صادقا فيما تقول فأسأل الله أن يغفرها لي، وإن كنت كاذبا فأسأل الله أن يغفرها لك. ومن وعدك بالخنى (51) فعده بالنصيحة والدعاء.
وأما اللواتي في العلم فاسأل العلماء ما جهلت وإياك أن تسألهم تعنتا وتجربة، وإياك أن تعمل برأيك شيئا، وخذ بالاحتياط في جميع أمورك ما تجد إليه سبيلا، واهرب من الفتيا هربك من الأسد، ولا تجعل رقبتك جسرا للناس.
ثم قال عليه السلام: قم عني يا أبا عبد الله فقد نصحت لك ولا تفسد علي وردي فإني امرؤ ضنين بنفسي. والسلام " (52).
وقال عليه السلام في وصيته لآخر: " أفضل الوصايا وأكرمها أن لا تنسى ربك، وأن تذكره دائما ولا تعصيه، وتعبده قائما وقاعدا، ولا تغتر بنعمته وتخرج من أستار عظمته وجلاله فتضل وتقع في الهلاك وإن مسك البلاء والضر وأحرقتك نيران المحن. واعلم أن بلاياه مخبوءة (53) بكراماته الأبدية ومحنه مورثة رضاه وقربته ولو بعد حين فيالها من مغنم لمن علم ووفق لذلك " (54).
وقال: روي أن رجلا استوصى رسول الله صلى الله عليه وآله، فقال صلى الله عليه وآله: لا تغضب قط. قال: زدني. فقال صلى الله عليه وآله: صل صلاة مودع، فإن فيها الوصل والقربى. فقال: زدني. قال صلى الله عليه وآله: استح

(٥١) الخنا: من قبيح الكلام. خنا في منطقه: يخنو خنا، مقصور. والخنا: الفحش، وخنا في كلامه وأخنى: أفحش. الخنى: الفحش في القول. (لسان العرب ١٤ / ٢٤٤، مادة " خنا ").
(٥٢) مشكاة الأنوار: ٣٢٧ - ٣٢٨، بحار الأنوار ١ / ٢٢٥ - ٢٢٦.
(٥٣) في المصدر: محشوة.
(٥٤) مصباح الشريعة: ٣١٨ الباب الثالث والسبعون -، بحار الأنوار ٧٨ / ٢٠٠ - نقلا عن مصباح الشريعة.
(٢٢٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 215 216 217 218 219 220 221 222 223 224 225 ... » »»
الفهرست