مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ١٤ - الصفحة ١٧
مقلب القلوب، ثبت قلبي على دينك) (10).
تدل هذه الأحاديث على أن الأدعية المأثور توقيفية، وقع التعبد بخصوص ألفاظها الواردة، وأن أدنى تغيير أو تبديل في كلماتها، أو أي لحن أو تحريف في حركاتها وحروفها، وإن لم يغير المعنى، يوجب أن لا يكون أداؤه صحيحا، فلا يتوقع منه ما يترقب منه فيما لو كان أداؤه تاما من الآثار الروحية.
وينبئك بمدى تأثير الألفاظ المختلفة للنتائج المتغايرة، وإن كان الأثر الشرعي المترتب على جميعا واحدا، ما ورد في باب (اليمين) وهو ما رواه الكليني بسنده عن صفوان الجمال، قال:
حملت أبا عبد الله عليه السلام الحملة الثانية إلى الكوفة وأبو جعفر المنصور بها، فلما أشرف على الهاشمية - مدينة أبي جعفر - أخرج رجله من غرر الرحل ثم نزل، ودعا ببغلة شهباء، ولبس ثياب بيض وكمه بيضاء، فلما دخل قال أبو جعفر: لقد تشبهت بالأنبياء.
فقال أبو عبد الله عليه السلام: وأني تبعدني عن أبناء الأنبياء؟
فقال: لقد هممت أن أبعث إلى المدينة من يعقر تخلها ويسبي ذريتها.
فقال: ولم ذلك، يا أمير المؤمنين؟
فقال: رفع إلي أن مولاك المعلى بن خنيس، يدعو إليك ويجمع لك الأموال.
فقال: والله ما كان.
فقال: لست أرضى منك إلا بالطلاق والعتاق والهدي والمشي.
فقال: أبالأنداد من دون الله تأمرني أن أحلف؟! إنه من لم يرض بالله فليس من الله في شئ.

(١٠) إكمال الدين - للصدوق - (المطبوع باسم " كمال الدين " خطأ) ١ / ٣٥٢ باب ٣٣، ح ٤٩ وعنه بحار الأنوار ٥٢ / 149 ح 73.
(١٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 ... » »»
الفهرست