مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ١٣ - الصفحة ١٩٦
المخزومي، فاغرا فاه، يتمتم بحيرة: " والله لقد نظرت فيما قال هذا الرجل فإذا هو ليس بشعر، وإن له لحلاوة، وإن أعلاه لمثمر، وإن أسفله لمعذق، وإنه ليعلو وما يعلى ".
جاء ليتحدى كبرياء الكلمة في عقر دارها، وشموخ البيان في عنفوانه:
" قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا "، فكانت المعجزة التي ألقت لها الفصاحة قيادها، وكأن دولة البلاغة العظمى كانت تنتظر ملكها بلهفة وشوق، وهكذا كان.
وكتابنا الصغير هذا، جواب من الزمخشري - رجل البلاغة والفصاحة - على عدة إشكالات، وردت من صديق له حول إعجاز القرآن، بصورة رسالة بعثها إليه، سائلا إياه الإجابة، فتصدى المؤلف للجواب عنها، بأسلوبه الشيق الرفيع، برسالة حول إعجاز سورة الكوثر، هي كما قال عنها: " رسالة من أبلغ الرسالات، أورد فيها مقدمة في إعجاز القرآن الكريم، في فضل اللسان العربي على كل لسان، على وجه عجيب، وأسلوب على طرف الثمام قريب غريب " مضيفا بذلك للمكتبة الإسلامية جهدا رائعا يشار إليه بالبنان، حاولنا أن نضفي عليه بتحقيقنا إياه من روعة الاخراج ما نتمكنه، ومن متطلبات التحقيق ما يحتاجه، وعلى الله التكلان.
* * *
(١٩٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 191 192 193 194 195 196 197 198 199 200 201 ... » »»
الفهرست