مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ١٣ - الصفحة ١٢٩
أبو بكر بعد مقتل أهل اليمامة... " (39) لوجوه منها:
أولا: إن القرآن كان مجموعا مؤلفا على عهد النبي - صلى الله عليه وآله - أو بعيد وفاته بأمر منه، وإذ قد فعل رسول الله - صلى الله عليه وآله - ذلك كيف يقول زيد لأبي بكر: " كيف تفعلون شيئا لم يفعله رسول الله - صلى الله عليه وآله - "؟!
وثانيا: قوله: " فتتبعت القرآن أجمعه من العسب واللخاف وصدور الرجال " يناقضه ما دل على كونه مؤلفا ومدونا على عهد النبي - صلى الله عليه وآله - وقد رواه هو... بل رووا أن جبريل عرض القرآن على النبي - صلى الله عليه وآله - في عام وفاته مرتين، بل ذكر ابن قتيبة أنه كان آخر عرض قام به رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - للقرآن على مصحف زيد بن ثابت نفسه (40).
وثالثا: قوله: " حتى وجدت آخر سورة التوبة مع أبي خزيمة الأنصاري، لم أجدها مع أحد غيره " مما اضطرب القوم في معناه، كما اختلفوا في اسم الرجل الذي وجد عنده ذلك (41).
وكذا نرفض ما أخرجه ابن أبي داود: " إن أبا بكر قال لعمر ولزيد:
اقعدا على باب المسجد فمن جاء كما بشاهدين من كتاب الله فاكتباه " قال ابن حجر: " رجاله ثقات مع انقطاعه ". فإنه بغض النظر عما في سنده تدفعه الضرورة، فلا حاجة إلى الوجوه التي ذكرها ابن حجر لتوجيهه حيث قال: " كأن المراد بالشاهدين الحفظ والكتاب، أو المراد أنهما يشهدان على أن ذلك المكتوب كتب بين يدي رسول الله - صلى الله عليه وآله -، أو المراد أنهما يشهدان على أن ذلك من الوجوه التي نزل بها القرآن، وكان غرضهم أن لا يكتب إلا من عين

(٣٩) صحيح البخاري ٦: ٢٢٥.
(٤٠) المعارف: ٢٦٠.
(٤١) فتح الباري ٩: ١٢، إرشاد الساري ٧: ٤٤٨، المرشد الوجيز: ٤٣، البرهان ١: ٢٣٦، مناهل العرفان 1: 266.
(١٢٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 ... » »»
الفهرست