مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ١٣ - الصفحة ١٢٦
ولعل إعراض القوم عن مصحف علي هو السبب في قدح ابن حجر العسقلاني (25) ومن تبعه كالآلوسي (26) في الخبر الحاكي له.. مع أن هذا الأمر من الأمور الثابتة الضرورية المستغنية عن أبي خبر مسند.. لكن هؤلاء يحاولون توجيه ما فعله القوم أو تركوه كلما وجدوا إلى ذلك سبيلا..!!
ثم إنه لماذا لم يدعوا الإمام - عليه السلام - ولم يشاركوه في جمع القرآن؟!
فإنا لا نجد ذكرا له فيمن عهد إليهم أمر جمع القرآن في شئ من أخبار القضية، لا في عهد أبي بكر ولا في عهد عثمان.. فلماذا؟! ألا إن هذه أمور توجب الحيرة وتستوقف الفكر!!
وبعد: فإن التحقيق - كما عليه أهله من عامة المسلمين - أن القرآن قد كتب كله في عهد النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - وجمع في الصدور والسطور معا من قبل جماعة من أصحابه - صلى الله عليه وآله وسلم - غير أن الجامعين له - أي: الحافظين في صدورهم - أكثر ممن كتبه، كما أن من كتبه بتمامه فكان ذا مصحف يختص به أقل ممن كان عنده سور من القرآن كتبها واحتفظ بها لنفسه..
فهل كان الجامعون له بتمامه أربعة كما عن أنس بن مالك (27) وعبد الله بن عمرو (28) أو خمسة كما عن محمد بن كعب القرظي (29) أو ستة كما عن الشعبي (30) أو تسعة كما عن النديم (31)؟!
إن الجامعين للقرآن أكثر من هذه الأعداد.. وأما حديث الحصر في الأربعة وأن كلهم من الأنصار - كما عن أنس بن مالك - فنحن نستنكره تبعا لجماعة من الأئمة.. كما ذكر الحافظ السيوطي.. ولا نتكلف تأويله ولا ننظر في

(٢٥) فتح الباري ٩: ٩.
(٢٦) روح المعاني ١: ٢١.
(٢٧) صحيح البخاري ٦: ١٠٢.
(٢٨) صحيح البخاري ٦: ١٠٢، صحيح مسلم ٧: ١٤٩.
(٢٩) الإتقان ١: ٧٢، منتخب كنز العمال ٢: ٤٧.
(٣٠) الإتقان ١: ٧٢، البرهان ١: ٢٤١.
(٣١) الفهرست: ٣٠.
(١٢٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 ... » »»
الفهرست