مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ١٣ - الصفحة ١٢٧
سنده..
كلمة حول أنس بن مالك بل الكلام في أنس بن مالك نفسه.. لأنا قد وجدناه رجلا كاذبا كاتما للحق، آبيا عن الشهادة به في قضية مناشدة أمير المؤمنين بحديث الغدير.. فإن أنس ابن مالك كان في الناس الذين نشدهم أمير المؤمنين - عليه السلام - وطلب منهم الشهادة بما سمعوا من رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - يوم غدير خم.. فقام القوم فشهدوا إلا ثلاثة منهم لم يقوموا فدعا عليهم فأصابتهم دعوته، منهم أنس بن مالك.. إذ قال له الإمام: " يا أنس، ما يمنعك أن تقوم فتشهد ولقد حضرتها؟
فقال: يا أمير المؤمنين كبرت ونسيت، فقال: اللهم إن كان كاذبا فارمه بيضاء لا تواريها العمامة، فكان عليه البرص " (32).
ووجدناه كاذبا منافقا في قضية حديث الطائر.. فإن النبي - صلى الله عليه وآله - لما أهدي إليه طائر مشوي ليأكل منه وقال: " اللهم ائتني بأحب خلقك إليك وإلي يأكل معي من هذا الطائر " كان يترقب دخول علي - عليه السلام - عليه، وكان أنس كلما جاء علي ليدخل رده قائلا: " إن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - على حاجة " حتى كانت المرة الأخيرة، فرفع علي يده فوكز في صدر أنس ثم دخل.. فلما نظر إليه رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - قام قائما فضمه إليه وقال: ما أبطأ بك يا علي؟! قال: يا رسول الله، قد جئت ثلاثا كل ذلك يردني أنس، قال أنس: فرأيت الغضب في وجه رسول الله وقال:
يا أنس، ما حملك على رده؟! قلت: يا رسول الله سمعتك تدعو، فأحببت أن تكون الدعوة في الأنصار، قال: " لست بأول رجل أحب قومه، أبى الله يا أنس إلا أن يكون ابن أبي طالب " (33).

(٣٢) أنظر: خلاصة عبقات الأنوار؟ قسم حديث الغدير، والغدير ١: ١٩١ - ١٩٥.
(٣٣) حديث الطير من الأحاديث المتواترة، تجده في جل كتب الحديث والفضائل، وله طرق كثيرة جدا
(١٢٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 ... » »»
الفهرست