ابن منصور من طريق مغيرة، عن إبراهيم: في مصحف عبد الله: (حتى تسلموا على أهلها وتستأذنوا). وأخرجه إسماعيل بن إسحاق في أحكام القرآن عن ابن عباس واستشكله. وكذا طعن في صحته جماعة ممن بعده.
وأجيب بأن ابن عباس بناها على قراءته التي تلقاها عن أبي بن كعب.
وأما اتفاق الناس على قراءتها بالسين فلموافقة خط المصحف الذي وقع الاتفاق على عدم الخروج عما يوافقه. وكان قراءة أبي من الأحرف التي تركت القراءة بها - كما تقدم تقريره في فضائل القرآن -. وقال البيهقي: يحتمل أن يكون ذلك كان في القراءة الأول ثم نسخت تلاوته. يعني: ولم يطلع ابن عباس على ذلك " (7).
أقول: وفي هذا الجواب نظر من وجوه:
أولا: إن هذا الجواب - إن تم - فهو توجيه لقراءة ابن عباس، لا لقوله في كتابة المصحف: " أخطأ الكاتب ".
وثانيا: كون هذه القراءة " من الأحرف التي تركت القراءة بها " يبتني على ما رووه من أنه " نزل القرآن على سبعة أحرف " هذا المبنى الذي اختلفوا في معناه وتطبيقه اختلافا شديدا، وذكروا له وجوها عديدة لا يرجع شئ منها إلى محصل (8).