مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ١٣ - الصفحة ١٢٠
2 - إنه كان يرى رأي الخوارج:
إنما أخذ أهل إفريقية رأي الصفرية - وهم من غلاة الخوارج - من عكرمة وذكروا أنه نحل ذلك الرأي إلى ابن عباس.
وعن يحيى بن معين: إنما لم يذكر مالك بن أنس عكرمة، لأن عكرمة كان ينتحل رأي الصفرية.
وقال الذهبي: قد تكلم الناس في عكرمة، لأنه كان يرى رأي الخوارج.
ثم إنه نسب تارة إلى " الأباضية " وأخرى إلى " الصفرية " وثالثة إلى " نجدة الحروري " وكأنه كان كلما جاء فرقة جعل نفسه منهم طمعا في دنياهم ... قالوا: وقد طلبه والي المدينة فتغيب عند داود بن الحصين حتى مات عنده.
3 - إنه كان كذابا:
كذب على ابن عباس، وقد أوثقه علي بن عبد الله بن العباس على باب كنيف الدار فقيل له: أتفعلون هذا بمولاكم؟ قال: إن هذا يكذب على أبي.
وعن سعيد بن المسيب أنه قال لمولاه: يا برد، إياك أن تكذب علي كما يكذب عكرمة على ابن عباس.
وعن القاسم: إن عكرمة كذاب، يحدث غدوة ويخالفه عشية.
وقال ابن عمر لنافع: إتق الله - ويحك يا نافع - لا تكذب علي كما كذب عكرمة على ابن عباس.
وعن ابن سيرين ويحيى بن معين ومالك بن أنس: كذاب.
وعن ابن ذويب: رأيت عكرمة مولى ابن عباس وكان غير ثقة.
وقال طاووس: لو أن عبد ابن عباس اتقى الله وأمسك عن بعض حديثه لشدت إليه المطايا.
وقد اشتهر تكذيب الناس إياه وطعنهم فيه حتى أنه كان يقول: " هؤلاء يكذبوني من خلفي، أفلا يكذبوني في وجهي " (11).

(١١) حاول ابن حجر العسقلاني [مقدمة فتح الباري: 427] توجيه هذا الكلام، ولكن لا ينفعه ذلك،
(١٢٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 ... » »»
الفهرست