مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ١٢ - الصفحة ١٢١
خطب الحسن بن علي فحمد الله - عز وجل - وأثنى عليه ثم قال:
لقد فارقكم بالأمس رجل ما سبقه الأولون ولا يدركه الآخرون، أن كان رسول الله - صلى الله عليه - يدفع الراية إليه فيمضي وجبريل عن يمينه وميكايل عن يساره، فما يبرح حتى يفتح الله - عز وجل - عليه، وما ترك صفراء ولا بيضاء غير سبعمائة درهم كان أرصدها [245 / أ] في خادم.
92 - حدثنا الحسين، أنبأنا عبد الله، قال: حدثني أبي، عن هشام بن محمد، عن أبي عبد الله الجعفي، قال: حدثني عروة بن عبد الله، عن زحر بن قيس، قال: بعثني الحسن بن علي - عليهما السلام - إلى المدائن وبها حسين بن علي، فلما انتهيت إليه قال: أي زحر، ما لي أرى وجهك متغيرا؟!
قلت: تركت أمير المؤمنين في آخر يوم من الدنيا وأول يوم من الآخرة، وهذا كتاب الحسن إليك.
قال زحر: فلما ذكرت له أمر علي ومصابه، قال: ويحك من قتله؟!
قلت: رجل من مراد، مارق فاسق، يقال له عبد الرحمن بن ملجم، قال: أقتل الرجل؟ قلت: نعم، فكبر ثم قال: إنا لله وإنا إليه راجعون، والحمد لله رب العالمين، ما أعظمك من مصيبة، مع أن رسول الله - صلى الله عليه - قال: إذا أصيب أحدكم بمصيبة فليذكر مصابه بي، فإنه لن يصاب بمثلها أبدا، وصدق رسول الله - صلى الله عليه -، وما أصيب بعد رسول الله - صلى الله عليه - بمثلها، ولن نصاب بمثلها في بقية عمري، أن البلاء إلينا أهل البيت سريع، والله المستعان.
فقال له زحر: أن هامنا من لا يرى أنه يموت حتى يظهر! وأنا أخافهم عليك، فاجمعهم إلي حتى أقرأ كتاب الحسن عليهم، فنودي في الناس فاجتمعوا وحضر حسين - عليه السلام - فقمت فقرأت على الناس الكتاب، فقال رجل - يقال له ابن السوداء، من همدان يقال له عبد الله بن سبأ (1) -: والله لو رأيت أمير المؤمنين في

(1) ألف العلامة السيد مرتضى العسكري كتبا في أكاذيب سيف بن عمر التميمي، أحدها كتاب (عبد الله بن سبأ) في مجلدين، حول اختلاق المسمى بهذا الاسم وأن لا وجود له أصلا بأدلة علمية قوية، وقد شفى وكفى فراجع.
(١٢١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 ... » »»
الفهرست