مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ١٢ - الصفحة ١٢٢
قبره لعلمت أنه لن يذهب حتى يظهر فارج (1) من عقل بالاسترجاع والبكاء والاستغفار لعلي والتعزية لحسين، ثم انصرف راجعا إلى الكوفة في الناس.
ندب علي ومراثيه صلوات الله عليه 93 - حدثنا الحسين، أنبأنا عبد الله، قال: حدثني الحسين بن عبد الرحمن، عن محمد بن أيوب التميمي، عن موسى عن المغيرة، عن الضحاك بن مزاحم، قال: ذكر علي بن أبي طالب - عليه السلام - عند ابن عباس - رحمه الله - بعد وفاته فقال:
وا أسفا على أبي الحسن، ملك والله فما بدل ولا غير ولا قصر، ولا جمع ولا منع ولا آثر، ولقد كانت الدنيا أهون عليه من شسع نعله، ليث في الوغى، بحر في المجالس، حكيم الحكماء، هيهات قد مضى في الدرجات العلى.
94 - [245 / ب] حدثنا الحسين، أنبأنا عبد الله، قال: حدثني محمد بن أبي يحيى أن شيخا من ضبة يكنى أبا الوليد حدثهم، قال: حدثني عبد الواحد ابن أبي عمرو الأسدي أن معاوية قال لرجل (2) من كنانة: صف لي عليا، قال:
اعفني، قال: لا أعفيك، قال: أما إذ لا بد فإنه كان والله بعيد المدى، شديد القوى، يقول فصلا ويحكم عدلا، يتفجر العلم من جوانبه، وتنطق الحكمة من نواحيه، يستوحش من الدنيا وزهرتها، ويأنس بالليل وظلمته، كان والله غزير العبرة، طويل الفكرة، يقلب كفه، ويخاطب نفسه، يعجبه من اللباس ما قصر، ومن الطعام ما جشب.

(١) كذا في الأصل.
(٢) هو ضرار بن ضمرة الكناني النهشلي، وكلامه هذا له مصادر كثيرة منها أمالي القالي ٢ / ١٤٣، وزهر الآداب ١ / ٣٨، والاستيعاب: ١١٠٧، و المستطرف ١ / ١٢٧، وذخائر العقبى: ١٠٠، والرياض النضرة 2 / 212، وشرح النهج لابن أبي الحديد 4 / 276، ورواه الحافظ الطبراني وعنه الحافظ أبو نعيم في حلية الأولياء 1 / 84، والحافظ ابن عساكر في ترجمة ضرار من تاريخه عن أبي علي الحداد عن أبي نعيم، وأورده ابن الجوزي في صفة الصفوة وفي الطبقات وفيها كلها: فوكفت دموع معاوية على لحيته ما يملكها، وجعل ينشفها بكمه وقد اختنق القوم بالبكاء.
(١٢٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 ... » »»
الفهرست