بأعظم منه فجبرنا الله بعده، ثم قال، فقال معاوية: لا والله ما كلمت أحدا قط أعد جوابا ولا أعقل من ابن عباس (139).
قال: أخبرنا عفان بن مسلم، قال: حدثنا سلام أبو المنذر، قال: قال معاوية لابن عباس: مات الحسن بن علي - ليبكته بذلك -، قال: فقال: لئن كان قد مات فإنه لا يسد بجسده حفرتك، ولا يزيد موته في عمرك، ولقد أصبنا بمن هو أشد علينا فقدا منه فجبر الله مصيبته.
قال: أخبرنا علي بن محمد، عن مسلمة بن محارب، عن حرب بن خالد، قال: قال معاوية لابن عباس: يا عجبا من وفاة الحسن! شرب عسلة بماء رومة فقضى نحبه! لا يحزنك الله ولا يسوؤك في الحسن، فقال: لا يسوؤني ما أبقاك الله! فأمر له بمائة ألف وكسوة.
قال: ويقال: إن معاوية قال لابن عباس يوما: أصبحت سيد قومك، قال: ما بقي أبو عبد الله فلا.
قال: أخبرنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا أبو هلال، عن قتادة، قال: قال معاوية: واعجبا للحسن! شرب شربة من عسل يمانية بماء رومة فقضى نحبه!! ثم قال لابن عباس: لا يسوؤك الله ولا يحزنك في الحسن، فقال: أما ما أبقى الله لي أمير المؤمنين فلن يسوءني الله ولن يحزنني!
قال: فأعطاه ألف ألف من بين عرض وعين، فقال: اقسم هذه في أهلك.
قال: أخبرنا محمد بن عمر، قال: حدثنا موسى بن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي، عن أبيه، قال: لما مات الحسن بن علي بعث مروان بن الحكم بريدا إلى معاوية يخبره أنه قد مات.
قال: وبعث سعيد بن العاص رسولا آخر يخبره بذلك، وكتب مروان يخبره بما أوصى به حسن بن علي من دفنه مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأن ذلك لا يكون وأنا حي، ولم يذكر ذلك سعيد.