صاحب لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فكان أبو بكر - رضي الله عنه - صاحبه في الغار، وغيره قد أخرجه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من المدينة أن يساكنه.
فليسألني أبو عبد الملك عن هذا وأشباهه، فإنه يجد عندي منه علما كثيرا جما.
قال: فوالله إن زال مروان يقصر عنه عن هذا الوجه بعد ذلك ويتقيه ويخاف جوابه، ويحب على ذلك أن ينال من أبي هريرة ولا يكون هو منه بسبب، يفرق أن يبلغ أبا هريرة أن مروان كان من هذا بسبب فيعود له بمثل هذا فكف عنه (138).
قال: أخبرنا علي بن محمد، عن سحيم بن حفص وعبد الله بن فائد، عن بشير بن عبد الله، قال: أول من نعى الحسن بن علي بالبصرة عبد الله بن سلمة بن المحبق أخو سنان، نعاه لزياد، فخرج الحكم بن أبي العاص الثقفي فنعاه وبكى الناس، وأبو بكرة مريض فسمع الضجة فقال: ما هذا؟ فقالت امرأته عبسة بنت سحام - من بني ربيع -: مات الحسن بن علي فالحمد الله الذي أراح الناس منه!
فقال أبو بكرة: اسكتي - ويحك - فقد أراحه الله من شر كثير وفقد الناس خيرا كثيرا.
قال محمد بن عمر: قال: حدثنا عبد العزيز بن محمد، عن عمرو بن ميمون، عن أبيه، قال: لما جاء معاوية نعي الحسن بن علي استأذن ابن عباس على معاوية، وكان ابن عباس قد ذهب بصره فكان يقول لقائده: إذا دخلت بي على معاوية فلا تقدني فإن معاوية يشمت بي، فلما جلس ابن عباس قال معاوية:
لأخبرنه بما هو أشد عليه من أن أشمت به، فلما دخل قال: يا أبا العباس، هلك الحسن بن علي، فقال ابن عباس: إنا لله وإنا إليه راجعون، وعرف ابن عباس أنه شامت به فقال: أما والله يا معاوية لا يسد حفرتك ولا تخلد بعده، ولقد أصبنا